لن أسامح.. وأجري على الله

Loading

مع اقتراب بزوغ المواسم المباركة كرمضان ويوم عرفة وغيرهما تمطرك رسائل تتوسل الصفح والغفران، والتي اعتبرها قمة الرياء الإلكتروني..
فهي عبارة عن قوالب جاهزة تدور في فلك الإنترنت لتتكدس في حسابك.. تقرأ سطورها فلا تجد رائحة الندم على ما فات ولا تلمس صدق الرغبة في الصفح وفتح صفحة جديدة لما هو آت..
لذلك أمسحها بسهولة أكبر من سهولة مسح الخطأ وغيره من تجاوزات خلق الله على الله وخلقه!!!
العاقل يدرك تماما أن الناس ليسوا سواسية في مراتب الدين والأخلاق لذلك تتفاوت معاملاتهم كما تتفاوت أخطاؤهم وخطاياهم.. وكذلك يتفاوت العفو والصفح والإحسان..
ففي رأيي أن الإنسان غير قادر على طمس تجاوزات الناس في حقه خاصة إن كان بريئا طيبا، أخطاؤه بسيطة أو عن غير عمد..
وأن تلمس رضا الله بالإحسان إلى خلقه ليعفو عنهم طمعا فيما عند الله عز وجل.. حينها سيكون من أولي العزم..
لذلك جاءت الآيات الكريمة :
(ولَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
(وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)
وعزم الأمور لمن لايعرفها هي الأمور الشديدة، أي من البطولة
أن تصبر، وأن تغفر.. ولسنا جميعا أبطالا..
ف(من) هنا تفيد البعض وليس الكل
لأن التسامي فوق الجراح صعب.. والترفع فوق الآلام أصعب
لذاك كان من الطبيعي أن يكون الوضع متفقا مع الآيات التالية  :
(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ)
(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ، ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)
(والجروح قصاص)
(ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)
ومع ذلك فقد اخترت ألا أرد عليهم مع انه من حقي الرد
الذي كفله لي رب العالمين واكتفيت بعدم الصفح عنهم والغفران لهم..
اخترت اللجوء إلى الله عز وجل ليعاقبهم على ظلمهم وافتراءاتهم وتجنيهم وتجريحهم وإساءاتهم المتكررة..
اخترت الدعاء في جوف الليل على من كانت خطاياه
من الكبائر أما الباقي فحسبي الله ونعم الوكيل
سيقتص
منهم ولو بعد حين..
قد يجد البعض موقفي سوداويا وأجده طبيعيا فأنا بشر لست شيطانا ولا أستطيع أن أكون ملاكا.. ولا أستطيع كذلك أن أكون من أولي العزم خاصة مع من تجرأ على حدود الله ليؤذيني..
لن أسامحهم وأجري على الله الذي لايكلف نفسا إلا وسعها سبحانه وتعالى..
وأدعو من كانت له عندي مظلمة فليقتص مني ويأخذ حقه..
فعلي حد علمي وما أعرفه عن نفسي أنني حاولت جاهدة ألا أظلم الآخرين  لأنني لا أحب أن يظلمني أحدا.. لكن
ربما بدر مني مايعتبره أحدهم ظلما فله دعوتي متقبلة القصاص مهما كان… وحتى يحدث أترككم مع هذه الخلاصة…..

‏أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ
وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي
وعند الله تجتمعُ الخصومُ
ستعلمُ في الحساب إذا التقينا
غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ