التمثيل المشرِّف

Loading

يبرز نظام الحكم المتوارث في الخليج، كواحدة من السمات التي اتسمت بها هذه الإمارات الصغيرة المتناثرة على ساحله؛ وإن اختلفت المسميات من دولة إلى إمارة.. ومن سلطنة إلى  مملكة..
نظام حكم وراثي رضيت به الشعوب وباركته ودعمته مادام قادرا على الحفاظ على كرامتها ومقدراتها وسيادتها..
وفي رأيي أن الحكم الوراثي سبب من أسباب استقرار الخليج، وسط العواصف المتلاحقة التي ضربت الدول الأخرى التى كانت قد لفظت الحكم الوراثي الجائر لتستبدله بغاصبي السلطات ممن جاؤوا على ظهور الدبابات فسرقوا البلاد وظلموا العباد..
فباتت هذه الدول كالمستجير من الرمضاء بالنار!!
فالحمدلله الذي عافانا.. ونسأل الله لإخواننا المسلمين في كل مكان الكرامة والعدالة والعيش الرغيد..
فهذه المفردات التي تبدو كالحلم بالنسبة للآخرين هي بعض من مكتسبات الشعب القطري في ظل حكم وراثي مثلته أسرة آل ثاني خير تمثيل..
فمنذ أسست قطر ككيان سياسي وهي تضرب الأمثال في الاستقلالية والسيادة ونصرة المظلوم وحماية الجار والدفاع عن الإسلام والمسلمين..
والتاريخ يشهد بمواقفها المشرِّفة التي كانت، والحاضر يسطرها بأحرف من نور في كل محفل..
إن الثبات ووضوح الرؤية وترجمتها على أرض الواقع بمشروعات عملاقة تثبت واقعيتها وإنفاق كريم على مجالاتها وركائزها سبب في نجاح الحاكم وحكومته، وضمان لالتفاف الشعب حوله وإخلاصه له..
إن الله عز وجل اختار قطر لتكن مثالا على نجاح الدولة – رغم صغرها – في أن تكون رمزا عالميا للنجاح والتقدم والتأثير الملموس في العالم بخيريتها ودبلوماسيتها وتخطيطها الاستراتيجي..
الخيرية التي اتسم بها شعب قطر ومنه حكامها الذين ضربوا المثل الرائع للحاكم المسلم الذي يسهر على شؤون البلاد والعباد فاستثمروا خيرات البلاد في تأكيد سيادتها واستقلالها و رفعة شعبها ورفاهيته..
حكام توارثوا حكم البلاد منذ المؤسس غفر الله له حتى تميم الذي دعم حكمه استفتاء شاسع أكد على محبة شعبه له أبا عن جد..
يدعمه أب تنازل عن الحكم راضيا مرضيا فتحول إلى رمز خالد وأخوة يلتفون حوله ويؤازرونه فتلمح في أعينهم الفخر به فلايوغر صدورهم طمع أو حسد أو شهوة حكم..
فالحمدلله الذي عافى حكامنا مما ابتلي به حكام آخرون ضحوا بالثوابت من القيم والفضائل وخانوا الأمانات من أجل ملك زائل ولن يهنأوا به إن شاء الله..
فالبغي أساس هش لاتبنى عليه الممالك ولاتبنى عليه الصروح لأن العدل هو أساس الملك كما تعارف على ذلك العقلاء…والنبلاء..

الخلاصة :
قال تعالى :”إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ”.