الوحدة مزيج من مشاعر الفراغ والعزلة مما يورث الحزن والاكتئاب وقد يصل الأمر الى الرغبة في التخلص من الحياة بالانتحار.
فقد ذكر تقرير صدر العام الماضي أن الوحدة تضر بالصحة مثلما يضر تدخين 15 سيجارة يوميا.
والوحدة تنتج عن اسباب عدة منها وفاة عزيز أو انفصال عن شريك أو هجر الأبناء البيت وانشغالهم بحياتهم عن الوالدين عندما يتقدمان في السن .
فالحمد لله اننا نعيش في مجتمع مسلم تكافلي يدعم بعضه بعضا.. ولا نحتاج لتعيين وزير للوحدة كما حدث في بريطانيا مؤخرا.
فمنذ أسابيع قليلة خلت عينت بريطانيا وزيراً من نوع جديد لم يسبق له مثيلا في جميع أنحاء العالم، وهو “وزيرة الوحدة”، وذلك لمعالجة مشكلات الصحة العامة المرتبطة بالعزلة الاجتماعية التي تؤثر على الملايين من الشعب في بريطانيا.
حيث تمثل الوحدة هناك مشكلة حقيقية وعاجلة.
فالتقديرات تشير إلى أن نحو نصف الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاما يعيشون وحدهم، أي حوالي مليوني شخص في أنحاء بريطانيا، بينما كثيرون قد تمر عليهم أيام بل وأسابيع دون أي تواصل اجتماعي على الإطلاق.
كما ان الطقس البارد هناك قد يكون مع الوحدة أمرا مميتا..
وبناء على هذه التقديرات أجد خطوة بريطانيا في محلها وأكثر جدوى من (وزيرة السعادة) في دولة المعتقلات.
إلا أنني أرى وطني قد بدأ مبكرا في احتواء كل الفئات التي قد تجد نفسها في شباك الوحدة والعزلة لسبب أو لاخر وذلك بتوفير كل الامكانيات وتسخير كل الطاقات، يدعمها في ذلك توعية دينية ومجتمعية لا تنقطع..
لكن يبقى دور كل منا في محيطه بتعهد أولئك الناس بزيارتهم والسؤال والترفيه عنهم ليشعروا باهمية وجودهم وأثرهم في حياتنا.. فلن يحبطوا أو يكتئبوا.
وأذكّر من يجنح للعزلة ويرتاح في الوحدة بمعية الله عز وجل فمن استحضر وجوده سبحانه وتعالى وقام بواجبات عبوديته لن يشعر بأوجاع الوحدة وان طالت.. ولن تؤثر فيه العزلة وان دامت.. فمن كان مع الله لن يخسر أحدا.
والوحدة أحيانا قرار أفضل.. وأصوب..
الخلاصة
قال ابن عبد البر رحمه الله:
” وَرُبَّ صَرْمٍ جَمِيلٍ خَيْرٌ مِنْ مُخَالَطَةٍ مُؤْذِيَةٍ”.