ما أريده منك

Loading

في زمن يميل إلى الجفاء تسوده علاقات تتسم بالضبابية والتقلبات عرّضت نظام الزواج لهزّة تمثلت في ارتفاع نسبة الطلاق وانتشار ظاهرة الطلاق السريع.. وعليه تمثّلتُ فتاة تنتظر فارس أحلامها ولكن بعقل خبر الحياة وعرف واجبات وحقوق بين الزوجين.. وأضع أمام الشباب المقبل على الزواج قائمة بما تريده المرأة من زوجها وما تنتظره من رفيق عمرها، وهو اجتهادي الذي لا أدعي شموليته، وإنما أؤكد على عموميته. وهي كالتالي:

١- المودة فالمرأة عاطفية بطبعها، لذلك تأتي مشاعر الحب في مقدمة ما تتطلع إليه وتنتظره من زوجها، فالمرأة لا تبحث عن مشاعر سريعة الاشتعال، لأنها ستنطفئ سريعاً، ولكنها تبحث عن ود دائم ومشاعر مستمرة مدى الحياة، لذلك تعمدت توصيف هذه المشاعر بالود، لأنه دائم ورقراق كالنبع لا ينضب، ولم أصفه بالحب لما ارتبط به من ألم وخيبة أمل شوهته وأساءت إليه.

٢- الرحمة ويندرج تحتها الحنان والعطف والتفهم والاحتواء، فالمرأة تنتظر من زوجها أن يكون الظل الذي يحميها من شمس الحياة وتقلبات الزمان، وهذا لن يتحقق إن لم يوطّن الزوج نفسه على ذلك بتفهم طبيعة المرأة وتقدير حاجتها للاحتواء.

٣- الأمان والاستقرار الرجل الذي أقدم على الزواج بحثاً عن الاستقرار لا بد أن يحرص على توفيره لزوجته. والاستقرار هنا ليس بيتاً بارد الجدران، وإنما هو الثقة والعفة وغض البصر واحترام الزوجة في حضورها والغياب. هذا ما يمنح المرأة الشعور بالأمان الحقيقي.

٤- التقدير لا أنصح أبداً أن تدخل الزواج بعقلية تحط من قدر المرأة، وإنما عليك أيها الرجل أن تتمثّل الآية الكريمة «لهن مثل الذي عليهن بالمعروف»، لأنها ستحقق للمرأة التقدير الذي تستحقه بوصفها ركناً مساوياً للرجل في نظام الزواج ولا يقل عنه وإنما يكمّله. عقلية مثل هذه لن تسمح بالتطاول بالفعل أو القول، لن تسمح بالصراخ والتهديد، وإنما ستهيئ لجو مريح يعطي كل ذي حق حقه.. وهو وضع سيؤتي ثماره الحلوة وظلاله الوارفة التي ستحمي الزوجين والأبناء.

٥- الجاذبية من الحقوق اللازمة للزوجين أن يكون كل منهما جاذباً للآخر باهتمامه بنفسه ونظافته الشخصية التي تساعد على أن يكونا سكناً لبعضهما البعض. وهذا ليس واجب المرأة فقط، وإنما هو حق لكل منهما عند الآخر.

٦- المرافقة يسمى الزوج رفيق العمر، والمرافقة تفترض الصداقة العميقة بمفرداتها كالحوار، وحفظ الأسرار، والتفاهم، والمشاركة في الأحداث والهوايات. لذلك المرأة تبحث في الزوج عن صديق لبعض الوقت فلا تبخل عليها بذلك.

٧- الكرم لا تبغض المرأة رجلاً كالبخيل بمشاعره أو ماله، لذا كن معتدلاً فيهما، فلا إسراف ولا تقتير تعش سعيداً مرتاح البال وكذلك زوجتك.

تمنياتي للجميع بزواج سعيد ومستقر.. إضاءة: ما أريده منك أن تكون رجلاً يحترم كلمته وينفذ وعوده.. فتلك هي الرجولة الحقة.