ذوو الخبرة: البنوك خذلتنا

Loading

أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن يوم مهني للقطاع المصرفي منذ أسبوعين، وحيث إن الدعوة كانت موجهة لخريجي الثانوية والجامعة وذوي الخبرة.. رافقت صديقة تبحث عن عمل، رغم أن العمل المصرفي ليس مغرياً لأسباب كثيرة.. وبالفعل قدمت صديقتي سيرتها الذاتية الثرية للبنوك المشاركة كلها تقريباً.. لفت انتباهي أن أغلب البنوك لا تقبل المنقبات!! وحينما سألت العارضين عن ذلك قالوا: إنها تعليمات المصرف المركزي ووزارة العمل.. (نعيب على فرنسا والعيب فينا). وقد تكون المصارف جهات حساسة وتستوجب رفع مستوى الأمن، إلا أن النقاب في رأيي لا يتعارض مع وظائف إدارية داخل البنك ليس لها علاقة مباشرة بالعملاء وأموالهم. بل ليس لها علاقة بالصيرفة إطلاقاً.. ولكنه حكم القوي… لن أنسى نظرات الراغبات في العمل المنكسرة واللاتي خرجن من المعرض بخفي حنين.. فقط لأنهن منقبات. حدثتني صديقتي ذات الخبرة بأنها تلقت اتصالين من بنكين كبيرين لإجراء المقابلة، الأولى: رفض تعيينها بكياسة متعللاً بأن مؤهلاتها فوق المطلوب وضرب لها مثلاً موظفة استقبال العملاء!!! والثانية: لم تذهب إليها نظراً لأن المقابلة عبارة عن اختبار عبر الكمبيوتر في الإنجليزي والرياضيات!!! رغم أنها وضّحت للمتصلة بأنها لا تملك أي خبرة متعلقة بالمال وكل خبراتها إدارية برّاقة.. إلا أن المتصلة كانت مبرمجة ولا تناقش، فقط تملي مواعيد المقابلات ومكانها!!! بنكان من عشرة بنوك تقريباً نسبة تؤكد أن ذوي الخبرة ليسوا مطلوبين في هذا اليوم العابر، ولكن أضيف اسمهم لغرض ما.. ربما للإيحاء بشمولية المعرض!!! وتؤكد أنها لم تتلق سوى اتصال واحد فقط من كل بنك ولم يكن هناك إلحاح، كما وضح أحد البنوك الذي استأثر بتحقيق صحيفة محلية!!! بل إن البنوك التي قبلت المنقبات على مضض لم تتصل بمن أعرفهن.. خير شر!!! أعتقد أن “ولولة” بعض البنوك -إذا جاز لنا التعبير- تعود إلى التقرير المطلوب منهم لوزارة العمل ومن وزارة العمل لمن هم أعلى… وأرى أن أمور التوظيف والتقطير لا تسلق سلقاً ولا تؤخذ على عجل لضمان الاستمرارية والإنتاجية. في الختام يحق لنا أن نتساءل عن جدوى قيام مثل هذه الأيام المهنية في وجود معرض مهني ضخم (مبهرج) يقام سنوياً دون أثر يذكر!! إضاءة التقطير نوعاً لا كمّاً هو الطموح وسوق العمل عرض وطلب للطالب والمطلوب يا بنوكنا العزيزة.