عقلك.. من أي نوع؟!

Loading

ميّز الله عز وجل الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل وما يحدث داخله من عمليات منتجة وذات تأثير على حياته وسلوكه وغيرها.. وقد قسم المفكرون المشتغلون بمراقبة الإنسان وحياته والمتغيرات التي تطرأ عليه وكيفية تصرفه نحوها العقول إلى ثلاثة: الأول: عقل عظيم. وهو المنتج للأفكار الجيدة ومنشغل بها. وإنتاج الأفكار يتألق عندما يكون نتاجاً لعقل فردي، لأن العقل الجماعي يقيّم الفكرة ويمحصها، ليقف على جودتها وإمكانية تطبيقها.. وليس شرطاً أن تكون الأفكار المنتجة جديدة، فالعقل يعيد إنتاج بعض الأفكار القديمة بعد تحسينها وإعادة صياغتها لتتناسب مع واقع الحال. هذا الواقع الذي يفرض نوعية الأفكار ويلونها بحسب الاتجاهات والعقائد والبيئات.. فالإنسان يتأثر ويؤثر.. العقول العظيمة تشغلها الأفكار، تنتجها وتتحدث عنها، فلا تجد فرصة للانشغال بشيء آخر.. والعقل المنتج للأفكار هو عقل قائد يخلق الفرص ويتغلب على العوائق. أصحاب هذه العقول يتماسّون مع السماء، فهم إلى الخالق أقرب، وإيمانهم به أعمق.. أما النوع الثاني فهو عقل متوسط وهو الذي ينشغل بالأحداث وتدور كلماته حولها، يبحث عما وراءها من أسباب ودوافع بل قد يزيدها اشتعالاً من حيث لا يدري أو يدري بتحليلاته العميقة أو العقيمة المأسورة بأفكار متوارثة ونظريات عقيمة. وأصحاب هذه العقول أمسكوا حياتهم من الوسط بين دين له اشتراطاته ودنيا لها إغراءاتها.. ثم من حولنا النوع الثالث لتكتمل أمامنا الصور البشرية فهو عقل يتكلم عن الناس ويدور في فلكهم.. عقل سطحي يغوص في أحوال العامة التي لا تعنيه في واقع الأمر، بل إنه يتأثر بظروف معيشتهم، وينشغل بخصوصياتهم فيهتم بزواجهم وطلاقهم ونجاحهم وفشلهم، بل حتى إنجابهم أو عقمهم.. وهذه التفاصيل تأخذه إلى هامش الحياة، وتجعله ثقيلاً على الناس بفضوله وجرأته على النبش في حياتهم وتناولها على موائد الغيبة والنميمة والتجني.. عقل جامد سطحي غارق في شؤون الناس الخاصة.. أكاد أقول إنه عقل أغلب النساء إلا أنني للأسف الشديد أجد ذكوراً سلبوا أولئك النساء نقص عقولهن وصاروا أسوأ منهن. وعلى رأي والدتي حفظها الله: عبنا على النساء فصار الرجال أخس احذروا أن تكونوا من هذا النوع الذي يحجر على نعمة العقل العظيمة، ويسيء استخدامها، فتبتعدون عن الله وتحرمون رضاه وجنته. فللبشر حقوق وأمامكم القنطرة فأعدوا لها ما استطعتم وتحللوا من حقوقهم الآن… وليس غداً إضاءة: من الشكر لنعمة العقل العظمى إشغاله بما يعود بالنفع على البلاد والعباد.