على ويش فرحان؟!

Loading

يا شاري الدنيا على ويش فرحان .. حالتك يالمسكين جداً حزينة

دام الصلاة بجدولك ما لها شان ..ابنشدك بالله وين السكينة؟؟

أبيات في قمة البساطة وشدة التعبير وهذا برأيي ما أعتبره نجاحاً.. حينما تستطيع إيصال رسالتك القوية بكلمات قصيرة ومفعمة بالتعبير.. فأنت ناجح، والأهم أنك شاعر بليغ.. وذكاء الشاعر أن ينتقي من بحر اللغة العربية اللآلئ المناسبة لفكرته ليصيغ قصائد جزلة، وأبياتاً شاردة يتغنى بها الجميع. فالأبيات أعلاه تختصر موضوعاً كبيراً (مؤسفاً)، وهو ترك الصلاة التي هي عمود الدين والفرق بيننا كمسلمين وبين أتباع الديانات الأخرى.. فالفرحة والسكينة تكمن في الصلاة وغير ذلك وهم، لذلك مؤسف أن ترى في زملاء العمل من لا يصلي، وقد بلغ من العمر عتياً!! ومؤلم أن ترى في أهل بيتك من لا يصلي وقد تجاوز سن التكليف!! وموجع أن ترى من يحرص على إكساب ابنه كل المهارات والعادات والسلوكيات الدنيوية ويبقيه فقيراً في دينه ومعتقده!! الصلاة عبادة اكتست ثوب العادة ومن لم يرب صغيراً غلبته كبيراً.. لذلك أعتبر الوالدين مسؤولين (تماماً) عن ظهور تارك الصلاة في مجتمع مسلم.. فما تغرسه خلال السنوات السبع الأولى هو ما ستحصده على مرّ الزمان.. ثم تأتي المدرسة لمعاهدة غرسك بالرعاية والمتابعة، ويتوقف إتقان الأمر على معلم التربية الإسلامية ومدى التزامه بمادته التي تخدم دينه وتدعمه بأتباع مخلصين جيلاً بعد جيل.. المدرسة تتابع ولا تقوم مقامك أيها الوالد، فأنت من سيسأل عن رعيته يوم القيامة.. فمن واجبك متابعة أداء معلم التربية الإسلامية لإصلاح القصور في حينه، حتى لا يتمكن من طفلك. وأخيراً.. يأتي دور الإنسان نحو نفسه، فإذا بلغ التكليف ثم الرشد وخبر الحياة حلوها ومرّها عليه بمراجعة التزامه بدينه وإنجازه لفروضه وواجباته ليرأب الصدع ويرتق الشق ويجبر الكسر، فإذا بلّغه الله عز وجل الأربعين يكون قد أتم ما عليه وتربع على قمة حياته ليتفرغ لتجويد كل شيء ويزيد من الخير والنوافل، فقد ورد في الأثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أتت عليه أربعون سنة، ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار». وكذلك: «من لم يَرْعَوِ عند الشيب، ويستحي من العيب، ولم يخش الله في الغيب، فليس لله فيه حاجه». فاتق الله في نفسك يا تارك الصلاة وعد إلى الله قبل أن تغرغر… حينها لن تقبل منك توبة ولن تسجل لك شهادة. عافانا الله وإياكم وحفظنا من موتة السوء إضاءة في الحياة أنت مخيّر في اتباع فريق الحق أو فريق الباطل… فادع لنفسك بالهداية لأن الدعاء يردّ القضاء.