إغراق !!

Loading

استوقفني خبر نشرته «العرب» أمس مفاده أن السلطات المصرية تعتزم إغلاق 56 قناة فضائية تبث بدون ترخيص قانوني، وتشمل قنوات أغانٍ ومنوعات وبعض القنوات الدينية. فمصر ليست بحاجة لقنوات فضائية، فالموجود قام بالمطلوب على أتم وجه حتى تفوّق على سحرة فرعون، في تغييب متعمد للقنوات الدينية التي أغلقت كجزء من خطة الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي منتصف العام الماضي. فلماذا هذا العدد المهول للقنوات الفضائية وخاصة قنوات المنوعات والغناء؟ ولماذا بدون ترخيص؟ المتأمل لحالة مصر يجد أن السلطات المصرية تطمح بذلك لطمس ما تبقى من زخم ثورة يناير، وإشغال الناس أكثر وأكثر بملهيات تثير الشهوات الدنيا لحجب العقول وإفتار الهمّة! فتخبو جذوة الثورة إلى أجل غير معلوم. وإعفاء تلك القنوات من الترخيص ينم عن نية خبيثة بإسقاط ورقة التوت عن الأخلاق وتعرية الإنسان من قيمه ومبادئه! حتى (بعض القنوات الدينية) جاءت كعبارة خجولة وسط الخبر الفج. فالترخيص هو موافقة على المحتوى حتى يسهل تقييمه فيما بعد، وضبطه إذا احتاج الأمر. أجد أنه من العبث البحث عن إجابة أو تبرير من السلطات التي وصلت إلى حكم مصر على متن دبابة سارت على أجساد غضة مخلفة 7 آلاف قتيل وأضعافهم جرحى وأضعاف أضعافهم معتقلين.. في تجاوزات تمثل قمة العبث.. ردّ الله كيدهم في نحورهم وأخرج الشرفاء من بينهم. اللهم الطف بمصر وأهلها واكشف عنهم الغمة المتمثلة في عصابة الانقلاب العسكري. إضاءة 56 قناة فضائية دون ترخيص سلاح لا يقل خطورة عن أي سلاح آخر، إلا أنه يفوقه خطراً في تخريب العقول وتدمير الأخلاق.