على مفترق عامين …

Loading

في السادس من مايو كل عام أقف على مفترق عامين أسأل الله أن يبارك فيما مضى، ويبارك فيما هو آت وسع الفضاء.. وقفت هناك -بالأمس- والشعور الذي يموج في قلبي هو الرضا.. أشعر بأنني راضية بنعم الله -عز وجل- التي لا تعد ولا تحصى فالحمد لله رب العالمين. أشعر بأنني بلغت قمّة العمر وحققت الكثير من الأحلام بل أسعدها، إلا أن شهية الأحلام مفتوحة وتترقب الكثير، فتحقيقها يثمّن العمر ويمنح أيامه قيمة.. والقمة ممكنة وإن كثرت العواقب والتحديات إلا أن المحافظة عليها هو التحدي الحقيقي والأكبر وهذا ما أعيشه الآن.. هنا على القمة تجد المحبة العريضة التي يمنحها لك الناس دون قيد أو شرط.. فترفرف حولك قلوب كثيرة تفيض صدقاً ووفاء. في السماء قلب أب أشعر به يتماس معي في اللحظات الكبرى.. أشعر به يربت على كتفي.. يقبل جبيني يهنئني، يواسيني.. غفر الله له وجمعني به في جنات النعيم. وفي الأرض قلب أم يرقبني، يدعمني، يشجعني، يفرح لفرحي ويشجيه حزني.. حفظ الله والدتي وأطال عمرها ومتّعها بالصحة ما حيت. العائلة.. الأصدقاء.. المتابعون كلهم سحب نقيّة تمطرني محبّة واهتماماً، وهذا يغنيني ويكفيني ويحيّد مشاعري تجاه السيئين الذين يحترفون الكذب والغيبة والكيد، فأسامح مرة تلو أخرى، لأن رصيدي من المحبة لا يترك مجالاً للمشاعر السلبية أن تطغى وتأخذ حيزاً لا تستحقه.. تعلمت السماح حديثاً واكتشفت أنه بلسم الأرواح يساعدها على التحرر من أثقالها، ويطهرها من أدرانها، ويلحقها بالعرش حيث السجود كل ليلة.. فمن كان طاهراً سجد أمام العرش، ومن كان غير ذلك سجد بعيداً عنه… فما الذي يستحق البعد عن عرش الرحمن؟؟ لا شيء.. لذا احرص على طهارة الروح بالسماح والعفو عن الناس وطهّر الجسد بالوضوء.. ثم نم هانئاً قرير العين ليطول عمرك وتحسن خاتمتك.. على قمة العمر تكتشف أن تأدية الفروض حب لله -عزّ وجل- وليس خوفاً منه أو طمعاً في حسناته، فتجد أن الفروض وحدها ليست كافية لتشعرك بالاكتفاء الروحي، لذا عليك أن تبذل جهداً فتدعم الفروض بالسنن والنوافل.. غص في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- واستلهم منها ما يثري حياتك ويغني روحك. ولا تترك دينك لتشكله مقاطع «الواتس آب» ورسائله.. فأنت مسؤول عن نفسك، والتعرف على دينك بالشكل الصحيح مسؤوليتك وحدك، فلا تتركها عرضة للأهواء والآراء. هناك -حيث القمة- تعيد اكتشاف نفسك وترتيب أولوياتك وتبرز على سطح روحك أمور تمنحك سعادة إضافية تتحول إلى طقوس حياتية جديدة تمنح حياتك سعة وبهاء. على القمة أرى -نورة الصغيرة- التي أسأل الله أن تكون امتداداً لكل جميل مثلته في هذه الحياة، ويبعدها عن كل سيئ اعترض طريقي.. لها.. ولكم.. ولأحبتي في كل مكان.. كل عام وأنتم حولي تزينون أيامي بقناديل مشاعركم الصادقة وتنيرون حياتي بوجودكم الغني طبتم وطابت حياتكم.. وكل يوم ونحن وإياكم إلى الله أقرب.