الفأر.. والفيل!!

Loading

استوقفني الأسبوع الماضي كاريكاتير محمد عبداللطيف بشخوصه الطريفة ورسائله الجادة -وكثيراً ما يفعل- فهو فنان متميز متمكن من أدواته وقراءته لواقعه نافذة..

رسم محمد بريشته المبدعة صورة واقعية عن مأساة ضحايا القروض البنكية التي تبالغ في الفائدة.

ضحايا حصلوا على الفتات مقابل فوائد تمتص دماءهم أعواماً طويلة دون رقابة حقيقية من الحكومة التي تدعم البنوك.

فكان «الفأر» هو الحجم الحقيقي لما يحصل عليه المقترض..

و»الفيل» هو حجم الفائدة العائد على البنك!!

وهو تصوير بالغ الدقة لواقع القروض البنكية الجشعة، وأضف إلى ذلك:

زميلة لي قاطعت قراءتي للكاريكاتير ومدحي لمبدعه بتوصيف عجيب لمعاناة القروض قائلة:

أتعلمين أنني أسدد قسطي بانتظام منذ 10 سنوات ولا يزال ديني كما هو، وكلما سألت البنك عن ذلك قال: الفوائد أولاً!!

أمعقول هذا؟!!!

عشر سنوات والبنك يمتص أيامها وينهش أحلامها ويخيم على حياتها كالكابوس!!

أي جرم ارتكبته لتعاقب بالقرض المؤبد على هذا النحو المجحف؟!

أعتقد أنه قد آن أوان تدخّل الحكومة لحل هذه المعضلة، فمثل هذه الزميلة كثر، اقترضوا وتحملوا مسؤولية الاقتراض بانتظامهم في السداد، ولكن البنوك الربوية لم ترحمهم وسلبتهم كل آمالهم..

أي ظلم يطال المقترضين، وخاصة الملتزمين في السداد؟!

متى تتدخل الحكومة للإفراج عنهم وتسقط هذه الفوائد الفاحشة التي لم ينزل بها من سلطان؟!