مع احترامي الشديد لكل الاختلافات بين البشر.. لأنني أحترم ديني الذي هو دين كل البشر..
والذي يوصيني بتقبل الناس واحترامهم والتواصل معهم بكل تحضر ورقي.. أطرح هذا الموضوع للنقاش لأنه يستوقفني كلما صادفني، ويثير في نفسي الدهشة والاستغراب.
حدثتني صديقة عن معاناتها الشديدة مع زوجها الذي يطالبها بتغيير مظهرها كلياً من شعر رأسها وحتى ظفر رجلها بل حتى عدسة عينها، وهذا يعني عدم تقبله لشكلها.. فما الذي دعاه للزواج منها إذاً؟!! رغم أنه رآها قبل الزواج وجلس معها عدة جلسات بحضور الأهل… فما الذي حدث؟
هل تزوجها بقصد تغييرها، وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثيرون ممن يظنون أنه من السهل تغيير شخص ما..؟؟!
كما أن هذه الرغبة الأنانيّة ترسل الرسائل السلبية إلى الزوجة المسكينة تخبرها أن زوجها يرفض ما هي عليه، ويبحث عن أخرى من خلالها؟؟
الأسوأ أن زوجاً مثله (أصلع ومتين) لم يبدأ بنفسه ويغيّر مظهره و(جوهره الذي يحتاج إلى تغيير جذري)، بل استمرأ هذا العذاب النفسي دون وازع من عقل.
إنني أتساءل في عجب من أعطى الزوج الحق في مطالبة الزوجة بتغيير مظهرها تغييراً جذرياً قد يعرضها لمخاطر صحيّة تصل إلى الموت دوناً عن نفسه وهو مليء بالعيوب؟!!
كيف يتعامل الرجل مع زوجته و»أم عياله» على أنها دمية لإرضاء خيالاته الحسيّة التي عبثت بها بطلات الشاشة؟!
لا أدري ما الذي أصاب بعض الرجال وحولهم إلى مجرد ذكور لا خجل ولا إحساس ولا رجولة.
من الصدفة، إنني لحظة كتابة المقال عرضت حلقة لبرنامج جويل، وقد جاء الزوج ممسكاً بيد زوجته ليرجو جويل تحولها إلى جنيفر لوبيز!!!
وعجائب الصدف: إنه أصلع ومتين تماماً كما هو حال زوج صديقتي المسكينة.
أسال الله الهداية والرشد لأولئك الذكور.