ماذا نفعل بدونهم؟؟؟

Loading

بارك الله هذا البلد بشعب طيّب مبدع لا ينفك يطلق المبادرات النافعة والحملات الخلاقة التي تبرهن على نبله وأصالته، وتدل على روابطه الوثقى بدينه وعروبته وإنسانيته.
أطلقت الأسبوع الماضي حملة «القبعات الصفراء» كمبادرة من هذا الشعب لتحية وتقدير العمال الذين انخرطوا في الورشة الكبرى، بارك الله فيمن بدأ أعمالها ودعم استئنافها ببركته ورضوانه.
ورفعت الحملة شعاراً جميلاً مفاده: «ماذا نفعل بدونهم (شنسوي بدونهم)؟؟
وهي حقيقة لا نستطيع إنكارها أبداً، فنحن نحتاجهم، ولا يمكننا الاستغناء عنهم، فهم تروس عجلة التنمية الدائرة على أرضنا الطيبة.. إلا إنهم ليسوا الوحيدين في ذلك.. بل هو شعار شامل وجامع لكل الوافدين الذين قصدوا قطر للعمل، بل حتى المقيمين فيها الذين يعملون بجد واجتهاد بإخلاص وأمانة لتعمير قطر والمشاركة في نجاحاتها وازدهارها.. فالحمد لله الذي منّ علينا بخصال إنسانيّة تجعلنا نحتوي مختلف المشارب والطوائف والألوان بقلوب صادقة لا نبخس الناس حقوقهم..
وإن كانت الأغلبية الغالبة في القطريين كذلك، فهذا لا يستثني فئة قليلة لا تمثل إلا نفسها لا تقيم لوصايا ديننا وزناً ولا تحترم قيم الإنسانيّة وجب توعيتها والعمل على انخراطها في التوجّه ذاته.
فالوافدون ليسوا سواء وتختلف مستوياتهم المعيشيّة بحسب جهات عملهم المتفاوتة، لذا وجب علينا مراعاة ذلك فلا نزيدهم همّاً ونكدّر معيشتهم ونعسر حالتهم بتصرفات لا مسؤولة خاصة في القطاعين الخاص وشبه الحكومي.. فالعقود المؤقتة -مثلاً لا حصراً- إذا جاوزت مداها جاوزت حقوق العمل والإنسان، والمضطر لها يكفيه ألم الاضطرار، إلا أن ظروف العمل القاسية التي لا تقدم سوى راتب ضيئل يسد الرمق تحتاج لمراجعة وتقدير، خاصة إذا كان الموظف مميزاً ومستحقاً للإنصاف قبل التقدير.. فيعاد النظر في تلك الظروف لضمان توفير بيئة عمل جاذبة تشجع على توفير أيد عاملة ماهرة وموالية تحب قطر وشعبها.