تجفيف المنابع

Loading

تناولت الصحافة المحلية الأسبوع الماضي لجوء «البعض» للإجازة المرضية هرباً من الدوام وتنصلاً من واجباتهم الوظيفية.
وانهال «البعض» على أولئك شجباً واستنكاراً، بل إن الشجب طال «بعض» القطاع الصحي الخاص وغالى «بعض» المنتقدين في نقدهم، حتى طالبوا بأن يقتصر منح الإجازة المرضية على المؤسسات الحكومية فقط، وفجر البعض في نقده إلى حد الخروج عن صلب الموضوع «الإجازة المرضية» إلى انتقاد الاستفادة «التأمين الصحي» عن طريق القطاع الخاص!!
وفي رأيي إن التعميم مشكلة المشاكل التي يجب أن ينوه عنها، لأنه «ظلم جائر» فالتبعيض مهم جداً، لأنه لا يوجد حالة إنسانية عامة ولا حكم شامل ينطبق على الجميع.
وأعتقد أنه من المهم قبل اتهام القطاع الصحي الخاص بالتهاون في منح الإجازة المرضية، وقبل أن نؤول أسباب اللجوء إليها ونفسرها بأنها هرب من الدوام والتنصل من الواجبات.. أن يفعل قسم شؤون الموظفين ليجفف تلك المنابع، والتيقن من كل حالة على حدة.
والأهم أن على كل مؤسسة أن توفر بيئة عمل جاذبة تشجع على الانتماء والإخلاص، حينها سيحرص الموظف على الدوام ولو كان مريضاً.
فالعيب ليس في الإجازة المرضية ولا في الموظف الذي يلجأ إليها ولا في سفره أثناءها «ربما للحصول على تشخيص أفضل فليس كل سفر فسحة»، إنما العيب كل العيب في مدير «يطفش» موظفيه ويضطرهم للتهرب من الدوام بسوء إدارته أو سوء خلقه، بتمييزه الموظف المهمل على غير حق، وإهماله الموظف المتميز وتحميله ما لا يحتمل من واجبات هي في الأغلب واجبات المدير الذي يأخذ كافة حقوقه المادية والمعنوية «المتضخمة» دون عمل حقيقي يذكر!!!
أعتقد أنه من الضروري أن تجفف المنابع ويقضي صاحب العمل على الأسباب قبل القفز إلى النتائج، وحل المشكلات قبل الانشغال بنوايا الناس وتحليلها.. حينها سيقل عدد المتمارضين واللاجئين إلى الإجازة المرضية الزائفة..
إن مراقبة الله هي وحدها الكفيلة بالقضاء على كل أنواع التحايل.. والظلم الذي يدفع الموظفين للهروب من دوامهم.. فاتقوا الله في نفوسكم وأعمالكم.