صدمة ٢٠٠٩

Loading

 توقفت قليلاً أمام هذا القول:
«الصدمة قد تفعل بك شيئين: إما أن تدمرك، أو أن تصنع منك شخصاً أقوى تصعب هزيمته، والاختيار متروك لك!.»
لتأخذني الذاكرة إلى أواخر عام 2009 حيث تقدمت باستقالتي من ميدان التعليم قاطبة، وانتقلت إلى مجال آخر صادف هوى بداخلي فتمكن إلا أنه وللأسف تعرضت لصدمة أخلت بموازين حياتي لكنها لم تمس إيماني بالله ولله الحمد.. وصفتها ذات بوح بأنها تشبه سقوط طائرة من عل فتتحطم على الأرض إلى ألف قطعة تتأجج فيها النيران.. وعبرت عنها صديقة مقربة من ،قائلة:
«لوكنت مكانك لجننت».
وهنا يتبلور القول أعلاه فنحن نعيش آمنين مطمئنين لا نفكر في أن المصائب والصدمات جزء لا يتجزأ من نواميس الحياة وقليلا منا من يتدبر هذا المعنى ومن لا يفعل تهزمه المصائب شر هزيمة وتدمره تدميرا فترى ردود الفعل على قدر الإيمان بالله ثم الثقة بالنفس فمنهم من يعتزل الناس وكأنهم مسؤولون عن مصيبته!!.
ومنهم من يرتمي في حضن المغيبات ليغيب عقله بفعلها فيهرب من مصيبته إلى مصيبه أكبر وأدوم ومنهم من يضع حدا لحياته بالانتحار!
ردود أفعال تتباين بحسب قدرة الإنسان على مواجهة المصائب واستيعاب الصدمات.
ومن هذا المنطلق كان خياري مواجهة صدمة 2009 وقد مررت قبلها بمصيبة موت والدي وحوادث كادت تودي بحياتي أو حياة قريب مني إلا هذه المصيبة كادت تعصف بي لأنها جاءت من مكمني وأنا الحذرة!!
وسط فوضى الحواس والأحاسيس نظرت إلى أعلى إلى ملك القضاء والقدر فتعلقت بحباله بكل ما أوتيت من قوة وعناد فأنا لا أقبل الهزيمة خاصة إن كنت على حق.
وبالفعل دخلت مملكة القدير أنهل من ثمارها وعذب ينابيعها واستعنت بالصبر والصلاة فخرجت من مصيبتي منتصرة ولو لم أحقق سوى ذلك لكفاني عن الدنيا وما فيها.
فلا يوجد ما هو أفضل من أن تعيش في كنف الله عز وجل تنعم بقربه وتطيب حياتك بذكره.
خرجت من مصيبتي وتحررت من صدمتي إنسانة منتجة أكثر مما كنت فأصدرت كتابين جميلين اعتبرهما أولاداً لي وأسأل الله أن تتحقق فيهما صفات الولد الصالح فيطيب بهما ذكري ويلحق بي بفضلهما الدعاء حين أرقد رقدتي الأخيرة..
فمن نواميس الحياة أن الضربة التي لا تقتلك تقويك وتمدك بدعم لا محدود يعينك على القادم من أيامك .