مراتع الشيطان

Loading

 لا يخفى على مسلم حسن إسلامه أهمية شهر رمضان الكريم، كواحد من أهم الفترات المقدسة في الحياة والآخرة، التي تمر علينا سريعا حتى لا نكاد نستمتع بها لكثرة المشاغل، ولذلك لجأ البعض إلى توفيق إجازته السنوية مع رمضان، ليفوز بالخير كله من خلال تفرغه التام للصيام والقيام.
ولأن العمل عبادة -إذا أخلصنا النوايا- فضل البعض الاستمرار فيه لينتهز فترات الركود (التي تتسم بها وتيرة العمل للأسف) لبضع ركعات أو آيات.
الوقت ثمين، والمواسم الدينية أثمن الأوقات، لذلك على المسلم أن يسخر جهده وطاقاته ليذكر الله في أيام معدودات تمر مر السحاب، فيرفع سقف الذكر ويزيد العبادات والأعمال الصالحة من أجل رصيد عالٍ يصرفه يوم لا ينفع مال وبنون.
وإذا كان النوم والسهر سارقين لذلك الرصيد، لأنهما يختلسان الوقت ويبددان أهميته، فما بال بعض الناس وقد تفننوا في ابتكار الملهيات لتشغل المسلمين عن دورهم الحقيقي في الحياة، وآخرها الأسواق الرمضانية التي بدأت تنتشر هنا وهناك، إمعانا في الإلهاء وتشجيعا للنمط الاستهلاكي المقيت الذي وصم حياة أهل قطر.
أي هدف يقف وراء الأسواق الرمضانية (علينا قل أسواق)؟؟
هل نصبت من أجل محاربة الغلاء؟؟
أم للتخفيف عن المساكين والفقراء؟؟
أم لتوفير بضائع جديدة وفريدة للشراء؟؟
من خلال تجارب سابقة تأتي المعارض التجارية بالوبال على البائع والمشتري، لارتفاع الإيجارات وغلاء البضائع والمعروضات.
ومن خلال الإعلانات يمكننا أن نستشف أنها جاءت لتملأ وقت الصائمين باللهو والمغريات، التي ستسرق منهم حسنات نهارهم بسيئات الأسواق التي وصفت بأنها مراتع الشياطين.
فإن كانت شياطين الجن قد صفدت فشياطين الإنس شغلت غيابهم بالبدع والابتكارات، التي لا تهدف إلا لشغل المسلم عن واجباته الدينية وإضاعة أوقاته الثمينة فيما لا ينفع ولكنه سيضر حتما، وعواقبه وخيمة!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
هذا هو لسان حالي وأنا أرى التكالب على إنتاج المسلسلات، وإصدار كتب الطبخ وبرامجه، وإعلانات الخيم والأسواق، وهلم جرا…
مغريات
تتضاءل أمامها الأنشطة الدينية والروحانية، التي تشكو قلة الزوار بالمقارنة بالأسواق!
إنها الفتن التي نصحنا الرسول صلى الله عليه وسلم
بلزوم البيوت إذا رأيناها.
فالزموا بيوتكم وحافظوا على أرواحكم وجوارحكم، حتى تحصدوا أجر صيامكم، ولا تكونوا مثل غيركم لم ينالوا من صيامهم إلا الجوع والعطش.
أسأل الله لي ولكم الثبات على الحق، في زمن تتلاحق فيه الفتن كقطع الليل الدامس.