«هم.. ما ينلم»

Loading

استوقفني خبر نشرته صحافة الأمس، مفاده أن وزير التعليم والتعليم العالي أصدر قراراً بتكليف مدير إدارة نظم المعلومات للقيام بمهام مدير إدارة الخدمات المشتركة، إلى جانب مهام عمله الأصلي.
وبناء على موافقته تم تكليف رئيس قسم الأبحاث ومهارات الطلبة للقيام بعمل مدير إدارة المناهج الدراسية ومصادر التعلم.
فالقراران يثيران التساؤل من ناحيتين:
الأولى: هل هذه المناصب شاغرة؟
إذا كانت الإجابة بنعم.. لماذا لم يتم الإعلان عنها، أو السعي لشغلها بالكفاءات ذات الخبرات الطويلة في ميادين الإدارة والتعليم، والتي مورس ضدها إجحاف ما بعده إجحاف، خاصة الذين صدّقوا الوعود واستجابوا لنداءات المسؤولين، وعادوا إلى الميدان ليتم اعتبارهم فوائض بعد سنة تقريباً من التحاقهم بالمدارس!
أما الثانية وهي الأهم: هل إدارة الخدمات المشتركة وإدارة المناهج الدراسية إدارتان ثانويتان ليتم تكليف مديرين مشغولين بهموم إداراتهم المهمة ليديروها إلى جانب عملهم الأصلي؟؟
على حد علمي وخبرتي فالإدارتان مهمتان جداً، ويصدق عليهما الوصف الشعبي (هم ما ينلم).
أما الخدمات المشتركة فتقدم الدعم اللوجستي لكافة المدارس الحكومية التي تزداد عاماً بعد الآخر.
والمقصود بالدعم اللوجستي كل ما تحتاجه المدارس من مبان وأثاث ومعدات وتجهيزات وباصات وغيرها من الأمور التي تسهل عملية التمدرس، وتدعم الجانب الأكاديمي في المدارس.
مما يعني أنها إدارة تحتاج مديراً متفرغاً ومتمرساً لديه خبرات كبيرة في الإدارة والتعاقدات والمناقصات والمالية وغيرها من تلك الأمور الحساسة والمهمة للنجاح في مهامه.
والمناهج المدرسية ومصادر التعلم تمر بظروف أكثر حساسية، هي مراجعة المناهج وتوحيدها، بعد أن عادت المدارس إلى حمى الحكومة.
ولا يخفى على أحد أنها إدارة تحتاج إلى مدير متفرغ يحمل شهادة الأستاذية في المناهج وخبرات عملية أعمق للمرور عبر عنق الزجاجة التي تمثلها ظروف مراجعة وتوحيد المناهج.
والخبرات الوطنية التي تنفع لشغل هذا المنصب كثيرة ومميزة على حد علمي، فلماذا يوافق الوزير على ضمها لإدارة أخرى وكأنها إدارة ثانوية؟
أعتقد أن مهمة البحث عن مديرين جديرين بإدارة هاتين الإدارتين المهمتين واجب وطني لا بد من البدء فيه الآن، وليس غداً، حتى يعود المكلفان إلى عملهما الأصلي، ويقوم المديران الجديدان بدورهما الوطني في دعم التعليم في قطر، من خلال تخصصاتهما وخبراتهما المناسبة.