الجسور المحترقة

Loading

جاءت الأزمة الخليجية، المتمثلة في اعتداء ثلاث دول خليجية على بلدنا قطر بحصار ظالم أطاح بالقيم والمبادئ التي طالما آمنا بها، لتمتحن صدق المشاعر والروابط التي نزعم أنها تربط شعوب الخليج.
فبيان العاشر من رمضان، الذي دبّر بليل، وكتب بحبر الغرور والعنجهية و(الغدر) أحدث في نفوسنا شرخاً يصعب علاجه..
وتوابع زلزال العداء السافر على استقلالية بلدنا ما زالت تتوالى، ولا نية للإخوة الأعداء أن يوقفوها، في إصرار وقح على حرق كل الجسور التي تربط الشعوب الخليجية ببعضها.
لقد كشفت هذه الأزمة للقطريين عن وجوه كالحة، وقلوب حاقدة، ونفوس تفيض غيّاً..
ورغم التحذيرات من اللجان الإلكترونية والأصوات المنادية بالتجاهل وعدم الانجراف لمثل هذا العفن الأخلاقي، إلا أن ذلك ليس عذراً يشفع..
فمن وراء تلك اللجان إلا إخوة لنا، دفعوا أموالهم لحربنا، وهتك نسيجنا الاجتماعي..
بل ووصل بهم الكفر البيّن للمناداة بضرب دولتنا واحتلالها..
إن القيح المتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المقروء والمسموع في تلك الدول الجائرة يغرق كل خلق جميل وفكر نبيل، ويمعن في التجريح، ويهدد أمننا واستقرارنا، بالتصريح وبشكل ممنهج..
ما يجعلنا نفكر في جدوى المصالحة والاستمرار في عضوية مجلس تآمر نصف أعضائه علينا، فلم يراعوا حرمة شهر كريم، ولا حقوق الأخوة والجيرة..
فكانوا كإخوة يوسف، خرجوا عشاء يبكون، ببيان عليه تدليس وكذب..
بل هم بالفعل إخوة يوسف الذين تآمروا عليه، لأنه الأجمل والأنبل..
هم قابيل الذي قتله الحسد، فسولت له نفسه قتل أخيه.. عليهم من الله ما يستحقون.
الإخوة الأعداء مصرون على حرق الجسور بإجراءاتهم الظالمة، واتهاماتهم الملفقة أمام عودتنا إليهم ذات مصالحة… فإلى متى؟
ألم يستوعبوا بعد انتصار قطر الخير على حلفهم الشرير بثباتها على مبادئها، والتفاف شعبها حول قيادته، وذود شعوب العالم الحر عنها..
عليهم أن يراجعوا حساباتهم، فغداً يحاسبهم ملك السماوات والأرض، وحينها لن تنفعهم موالاة ملك غيره.
وحتى ذلك الحين: حسبنا الله ونعم الوكيل.