يأتي عيد الفطر المبارك هذا العام في ظرف دقيق واستثنائي، جعل البعض يردد شطر بيت المتنبي الأشهر:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
وأخالفهم بقولي:
أَيُّهَا الْيَـوْمُ الْمُضَـاءُ..
فِيـكَ وُدٌّ وصَفَـــاءُ
وسَــلاَمٌ وهـــناءُ
مَرْحَبًا أَهْلاً وسَهْــلاً
أَيُّهَا الْعِيــدُ السَّعِيـدُ
في رأيي أن هذا العيد استثنائي في حد ذاته، ويستحق الاحتفاء به أكثر من كل الأعياد السابقة لسببين:
الأول: تفوق قطر على أقسى تجربة مصيرية تواجهها في هذا القرن، وانتصارها انتصاراً مشهوداً هلل له كل الشرفاء حول العالم.
فهذا الظرف الدقيق المتمثل في تهديد الإخوة الأعداء لأمن قطر واستقرارها، بقصد ترويعها وتركيعها وسلب مقدراتها، أخرج من قطر أجمل وأنبل وأبهى ما فيها، من عزة وكرامة وشرف ووطنية والتفاف حول القيادة، التي أبهرت العالم بدورها، من خلال الصمت الثري والأفعال الغنية المؤثرة في دول العالم صغيرها وكبيرها دون الحاجة للرشا المليارية.
أما الثاني:
فإن هذا العيد يتوافق مع ذكرى تولي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد، بعد تنازل حكيم قطر ورمزها الأكبر سمو الأمير الوالد له، في سابقة أبهرت المتكالبين على الحكم والمقتتلين على الكراسي.
ومن المفرح لقلوبنا أن الابن سر أبيه، فالنهج الصحيح في نصرة الحق والدفاع عن المظلومين الذي تتوارثه أسرة آل ثاني أباً عن جد منذ عهد المؤسس هو نهج شعبها الطيب، فإحسانه سر تفوقه، والله عز وجل لا يخذل المحسنين (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين) [سورة الأعراف الآية:56] فمنذ بدء الحصار في الشهر الحرام وحتى هذه اللحظة تضرب قطر أمثلة في الإحسان، بالترفع عمن ظلمها، والحرص على الروابط الأخوية، والحفاظ على مقدراتها، من خلال الالتزام بالقانون الدولي.
فنحن في قطر نؤمن بأننا مواطنون في عالم متحضر، ولسنا في غابة لا تحكمها شريعة، أو قبيلة تفصل قوانينها بحسب حاجتها.
فافرحوا يا أهل قطر بيوم من أيام الله، ولا تخافوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون.