شيطنه

Loading

هي أسلوب يلجأ إليه ضعاف الإيمان والحجة لتحقيق نصر هش ومؤقت باستخدام التأليب والسخرية والتسخيف والتشويه.
هي حالة لن أسهب في شرح نظرياتها، لأننا نراها تستهدف قطرنا الأبية منذ أواخر مايو الماضي، حيث تم اختراق وكالة الأنباء لبث الأراجيف والأكاذيب عبرها، ورغم أن رائحة المخترق النتنة أزكمت أنوفنا في قطر، إلا أننا نشكر حكومتنا الراشدة على اتباع القانون في كشف المخترقين.
فالرائحة التي دلتنا على الفاعل هي رائحة ضعف الوازع الديني، والابتعاد عن قيم وأخلاق الإسلام، وتغليب المصالح على المبادئ، وإعانة أعداء الدين على المستضعفين، وهي صفات رأس إحدى دول المقاطعة الذي جاهرنا بحقده وحسده، ولم يترك وسيلة صغيرة ولا كبيرة إلا وسلطها علينا، ظناً منه أننا شعب مرفه مدلل سيهزم ويولي الدبر.
نسي في بعده عن الإسلام أن من ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه.. ونحن ناصرو الإسلام في الوقت الذي يقود هو حرباً ضروساً ضده.
إن المحاولات الحثيثة لشيطنة قطر والانتقام منها، والتي كشفتها تسريبات إيميل مندوب الشيطان مستمرة حتى يومنا هذا وبشكل حثيث، إلا أنها لم تنطلِ إلا على من باع عقله وروحه للشيطان تحت وهم الوطنية!!
فالحلال بين والحرام بين، وحواسك بيدك وحدك، أنت من يستخدمها وستحاسب على ذلك حساباً عسيراً لقوله تعالى: «وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» [الإسراء:36].
فدورك أن تسأل وتستقصي الحقائق لتتخذ موقفاً تتحمل توابعه في الدنيا والآخرة، وحينها لن ينفعك سادتك الذين لو كانوا واثقين من مواقفهم وخطواتهم لما حجبوا عنك مصادر المعلومات الأخرى، وحبسوا عقلك بين جدران مصادرهم المأجورة التي حشدت لشيطنة قطر التي كانت بالأمس شقيقاً وعضداً.
تأمل أيها المخدوع قوله تعالى، لعلك تعيد التفكير في وضعك المهين الذي حولك من إنسان ذي فكر ورأي إلى آلة تعيد صدى الصوت لا أكثر ولا أقل:
« يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» [الأحزاب: 66-67].
وهنا من المهم أن أشير للدور الأهم الذي يجب أن يضطلع به رجال الدين والمثقفون المخلصون في توضيح ما تتعرض له قطر من شيطنة، بسبب مهووس السلطة الباحث عن عرش زائل.
فمهما اختلفنا في السياسات والأدوار، فهذا لا يعطي أحداً الحق في شيطنتنا وتجريحنا.