أيام الفضل

Loading

تبدأ اليوم العشر الأوائل من الشهر المحرم ذي الحجة، وهي أيام ثبت فضلها في الكثير من الأحاديث الصحيحة، حيث إن العمل الصالح فيها أحب إلى الله من غيرها، ويأتي يوم عرفة تاجاً على رأسها، فقد روى مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده».
ولأن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم تقرباً لله -عز وجل- فيستحب صيام هذه الأيام، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة، ففي سنن أبي داود وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس. وصححه الشيخ الألباني.
ويوم عرفة أقدس أيام الله خلال العام بأكمله، ففيه أتم الله -عز وجل- على عباده نعمة الإسلام، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رجلاً من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: أي آية؟
قال: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا» [سورة المائدة:5].
قال عمر رضي الله عنه: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
نورد هذه الفضائل في زمن حال فيه الأشقاء الأشقياء بيننا وبين بيته الحرام، وحرموا أهل قطر من الحج لأسباب واهية، إمعاناً في الشر، وإغضاباً لله -عز وجل- الذي يملك القدرة على حرمانهم من خدمة الحجيج، كما منحهم إياها منذ قرون، فالكفر بالنعم سبب في زوالها.
إن الأشقاء الأشقياء نسوا -أو تناسوا- أنه لا مكان لحيلهم وأكاذيبهم في عالم بات سكانه مسلحين بالكاميرات ويستخدمونها في نصرة الحق بكل حرية، وينشرونها في فضاء مفتوح، لا يؤثر فيه غبار الكذب والدناءة والفحش.
فمهما ألّفت خيالاتهم المريضة قصصاً كاذبة فلن يغيروا من الحق شيئاً.
وسيبقى حرمان أهل قطر من الحج عام 1438 عاراً على سلمان وولده الأهوج، كما ستبقى لعنة على لسان البشرية، حاضرها ومستقبلها.
فكم فقدت السعودية من رصيدها حين تحوّلت إلى مجرد تابع، يأتمر بأمر شيطان العرب، الذي وجد في إنشاء مساجد قطرية في إسبانيا مخططاً تجب محاربته!!! اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك.