عودة

Loading

أعود إليكم بعد إجازة قصيرة، بالتزامن مع أهم عودة في التقويم السنوي في كل بلد، وهي العودة إلى المدارس. حيث ينطلق اليوم العام الدراسي الجديد بعودة آلاف الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة، يحدوهم الأمل بمستقبل بهيج، يردون فيه الجميل إلى بلدهم العظيم قطر، الذي يمر بظروف استثنائية جعلتها أقوى وأبهى.
وحقيقة لو لم يحقق التعليم عندنا نتيجة إلا المواقف المشرفة لأهل قطر خلال الحصار، لكفانا به فخراً وقناعة.
فقد أثبتت هذه الأزمة فعلياً ما هو معلوم عن شعب وقيادة قطر نظرياً، حيث تبلور الإيمان بالله وحب الوطن، والإخلاص للأمير، وتحقيق الإنجازات، والمحافظة على المقدرات، من خلال أخلاقياتهم التي عاملوا بها المعتدين، رغم انحدار مستوى الآخرين انحداراً أخلاقياً غير مسبوق.
وعليه أتمنى على المعلمين والمعلمات فتح صفحة جديدة مع طلابنا وطالباتنا، عنوانها الاستفادة من دروس حاضرنا في دعم مستقبلنا، لتحريرهم من الطاقة السلبية التي خلفتها تجاوزات الآخرين.
نريد من القائمين على التعليم تخليصهم من المشاعر السلبية التي غرسها الحصار الجائر، واقتلاعها من جذورها، من خلال تعميق تعاليم ديننا الحنيف التي تنادي بالحفاظ على العقل والروح والجسد، بعيداً عن دنس الحاقدين لاستمرار البناء وعمارة الأرض.
لا نريد بيننا حاقداً أو موتوراً، بل نريد إنساناً متحرراً من الوجع، مترفعاً عن الأذى، مؤمناً بالقضاء والقدر، يفهم رسالته في الحياة فهماً صحيحاً، ويوحد جهوده ومشاعره من أجل تحقيقها.
إن الدور المنوط بمعلمينا في هذه المرحلة الحساسة ليس سهلاً، حيث تنافس قنوات الاتصال المفتوحة الآباء والمعلمين في تربية وتعليم الأبناء، وعليه يجب على المربين العمل على حماية الجيل من آثارها الخطيرة لو تركت دون توجيه ومراقبة، خاصة أن الأبناء يبدأون علاقتهم بها مبكراً.
أرجو أن يحقق معلمونا تطلعات قطر في أبنائها، وتوقعاتها منهم. وكل عام والميدان التربوي بألف خير.