موقعة «اليونسكو»

Loading

تكن خسارة قطر رئاسة «اليونسكو» هي النتيجة الوحيدة التي انقشع عنها غبار المعركة حامية الوطيس التي دارت رحاها في ميدان «اليونسكو» الأيام القليلة الماضية..
بل هي نتائج عديدة، منها ما هو أكثر أهمية من المنصب الدولي، حيث عكست عملية الانتخابات بشدة المواجهة التاريخية الدائمة بين الحق والباطل، والجمال والقبح، والخير والشر؛ فكانت قطر خير ممثل للقيم الرائعة تحت مرأى ومسمع العالم، الذي أجمع على اختيارها لتمثّله في محفل مهم كـ «اليونسكو».
أربع جولات كسبها مرشح قطر، بفضل رؤية واضحة انتهجتها الدولة، وسعت لتحقيقها، ونجحت في أن تحتل المراكز المتقدمة في كل المستويات الدولية. بينما حضارة 7000 سنة تترنح تحت أقدام الخسيسي.
تلك الجولات الأربع التي كسبها مرشح قطر بنزاهة وشرف نتيجة لعمل دؤوب ومتقن يقدّره المتحضرون، فيصوّتون له بكل ثقة، بالضبط كما يغيظ المتخلفين فيصوّتون ضده.
لتكن الجولة الأخيرة هي الضربة القاضية لكل متخلف يحركه الحقد المعلن والإعلام المأجور ومن يدفع لهم.
يحق لنا في قطر أن نحتفل بنتيجة الانتخابات، التي أكدت صواب رؤية 2030 ونفاذها -حفظ الله من أرساها ومن أجراها- بينما يعاني غيرنا من اعتلال الرؤية، وفشل التخطيط، والانهيار.
نحتفل بالكثير من الإنجازات التي شغلنا الله بها، بينما انشغل غيرنا بالدسائس والمؤامرات وتحطيم الإنجازات.
نحتفل بغنى أخلاقنا، ورقيّ سلوكنا، وصواب رؤيتنا، وتوالي إنجازاتنا، تحت ظل قيادة تماهت معنا حتى بتنا جسداً واحداً لا يقوى أي عدو شريف أو صديق خسيس على تفتيته.
نحتفل بأننا أصبحنا رقماً صعباً في موازين القوى، واسماً لا يجهله سكان الأرض من أقصاها إلى أدناها، مهما حاول أبناء حضارة «الهشك بشك» إثارة الضجيج من حولنا.
فالحمد لله الذي هيأ لنا من أمرنا رشداً، وألهم قادتنا الحنكة والحكمة في استثمار ثرواتنا، لنتبوأ مكانة عالمية كريمة، لا تقلل منها خسارة موقعة «اليونسكو»، التي زادت قطر ألقاً وتميزاً، وأكسبت المواطن الذي استثمرت فيه سمعة ماسية، حفظتها سجلات العالم، بالضبط كما حفظت للموتورين دسائسهم ورشاهم وترهيبهم.
إنه حراك 13 أكتوبر، الذي أكد للعالم أن قطر فاقت مساحتها وعدد سكانها، لتصبح أيقونة للعزم والتصميم والابتكار، قادرة على المنافسة الشريفة النزيهة، وعلى هزيمة من أراد بها شراً.
فألف مبروك لقطر إنجاز «اليونسكو»، الذي قدّمها في أبهى صورة؛ ففاز مرشحها بحسن أدائه وجودة برنامجه وطرحه.. ولا عزاء لشعوب أذعنت للخسيسي ومن معه.