حضرة المديرة

Loading

بعد زمن طويل من الانتقاد لإدارة هيئة التعليم تم استبدال مديرة سابقة بلاحقة، أسلوبها مدعاة للنقد وإصلاح الاعوجاج، ونرجو أن يتم ذلك سريعاً فلا يجامل أحد على حساب مستقبل قطر وأبنائها. إن لسان حال أصحاب وصاحبات التراخيص يردد «بتنا كالمستجير من الرمضاء بالنار»!! لأن مديرة التعليم الجديدة والتي جيء بها «افتراضاً» لإصلاح النظام اتخذت برجاً عاجياً أشد مناعة من سابقتها، فهي لا تقابل مديري ومديرات المدارس الذين يسعون لمقابلتها لشأن أو لآخر، وإن نجح أحدهم في الوصول إلى هذا الشرف السامي خرج من عندها كما دخل، فلا حوار مفيد ولا قرار جديد!! وكأننا عدنا إلى الوراء كثيراً بتعيين حضرة المديرة التي تمادت في عيش الدور وصدّقت نفسها، وبدلاً من أن تنزل إلى الميدان لتضع يدها بيد مسؤوليه ليخرجوا نظام التعليم من معمعته تمترست وراء المكتب الفخم وتفرغت لإصدار التعاميم أو قل الفرمانات -إن شئت!! يبدو أن بريق السلطة أدى إلى اختلال الرؤية فظنت أنه من الممكن إدارة التعليم بالريموت كنترول!! كنت أظن «وبعض الظن وهم»، أن حضرة المديرة تدرك حقيقة دورها ووجوب قيادة إدارتها لإصلاح النظام المتعثر، والذي يدفع ثمن تعثره فلذات أكبادنا، ففوجئنا بها وهي تزيد الطين بلة من خلال إجراءات باتت معروفة ويتندر بها البعض، بينما البعض الآخر يتساءل عما قدمته أو ستقدمه للتعليم ما دامت قد اتخذت حصناً منيعاً يمنع دخول مديري ومديرات المدارس عليها!! «فكلنا عيال قرية». إن الفوقية والتعالي والاعتقاد الخاطئ بأن الإصلاح سينجح من خلال أوامر تصبها على المدارس صباً دون إشراكهم في المشورة والاختيار رياح ستعجل باقتلاعها كما تم اقتلاع من سبقها، وعليها أن تعي هذا الدرس جيداً وتعيد رسم سياستها الإدارية لتتسع للجميع كشركاء لا أجراء.. ففي مدارسنا خبرات تربوية لا يستهان بها، ويمكنها أن تشارك في إقالة هذا النظام من عثراته التي يتسبب فيها غرور وصلف بعض مسؤوليه.. خبرات من الواجب احترامها وتقديرها والاستعانة بها لا التعالي عليها. إضاءة نتطلع لسرعة هيكلة المجلس الأعلى للتعليم لتنضوي الهيئات تحت لواء الوزير فعلاً فتخبو الهالة الخادعة التي تصيب مديراتها بانحراف الرؤية.