عيد القراءة

Loading

ينطلق اليوم معرض الدوحة للكتاب في موعده الموسمي ديسمبر من كل عام.. وحسناً فعلت الجهة المنظمة حينما قدّمت موعده، ليتمكن المرء من الاستمتاع بزيارته والمشاركة في فعالياته قبل أن يزدحم الزمان والمكان باحتفالات اليوم الوطني.. أعتقد أن استمرار المعرض وانتظامه دليل واضح على بقاء الكتاب راسخاً في مواجهة التحولات التقنية.. وتحديات الأجهزة الإلكترونية.. فمن عشق الكتب لا ينفك متيماً برائحة الحبر والورق باحثاً عن جديد الأدب والعلم بين طيّاتها. في زياراتي المتعددة للمعرض أشهد ازدحاماً غير صحي سواء في اختياراته للكتب أو للمكان، فبعضهم يتسكعون ويؤمون المقاهي التي تفوز بنصيب الأسد كالعادة! ليت من لا علاقة له بالقراءة والاطلاع يقدر عشاقها الذين يحتاجون لهدوء وسعة تمكنهم من انتقاء جواهر الإصدارات في العام الماضي، وهذا جو يتعارض تماماً مع الصخب والضوضاء والتسكع. في المقابل أشجع كل من له علاقة بالكتاب أياً كان نوعه، فالمعارف كلها فائدة، ألا يتردد في زيارة المعرض عدة مرات، وأوصي الطلاب والطالبات أن يغوصوا في هذا البحر والفوز بجواهره الثمينة، فليس كالقراءة بناء، لأنها تبني العقل والشخصيّة والمعرفة، إنها فرصة ذهبيّة لا تفوتوها. كما أنصح بالمشاركة في الفعاليات التي تقام على هامش المعرض لبناء مهارات عدّة، كالاستماع والحوار والمناظرة.. وهي مهارات حياتية لا غنى عنها. فكل معرض كتاب وأنتم بخير. إضاءة صدرت الطبعة الثانية من كتابي «نقوش على جدار السنين»، وسيكون متاحاً في جناح دار الثقافة بالمعرض.. تمنياتي للجميع بقراءة ممتعة.