المشيئة الحرة

Loading

يقول الحق عز وجل في كتابه الكريم: “وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً”. تستوقفني هذه الآية كثيرا لأنها تعكس المشيئة الحرة للإنسان الذي ارتضى حمل أمانة الاختيار بينما عجزت عنها السماوات والأرض. كما تعكس أيضا العدالة الإلهية ووضوح الآيات الكريمة التي تبين للإنسان نتيجة اختياره ولا تفاجئه بها. فأنت حر أيها الإنسان في اختيارك بين الإيمان والكفر، ولكن قبل ذلك فكر جيدا في نتيجة عملك، وليس في هذا الأمر فحسب وإنما في حياتك كلها. تتردد هذه الآية الكريمة في زمن الفتنة الذي نعيشه كفانا الله وإياكم شره على لسان دعاة الحرية المزيفة، والتي تطالب بحق الإنسان في اختيار دينه.. ولكنهم يستدلون بها مبتورة كآية لا تقربوا الصلاة؟!! ففي وقاحة منقطعة النظير يردد أولئك المفتونون على العوام والأميين: “فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” ويفسرونها على هوى نفوسهم المريضة قائلين: إذا كان الله عز وجل يخيرنا بين الإيمان والكفر لماذا نجبر على الإيمان/ الإسلام؟ دون ذكر عاقبة الاختيار، فيفتنون بها البسطاء والعوام دونما أدنى تفكير في الجريمة الحقيقية التي يقترفونها في حقهم، فيحولونهم إلى أدوات هدم على شاكلتهم البغيضة يهدمون بها المجتمعات المسلمة. وأنا هنا لا أخشى على الإسلام العظيم، فله رب يحميه ويدعمه بالمسلمين الجدد من كل مكان وفي كل زمان، ولله الحمد والمنة، إنما خوفي وشفقتي على أولئك البسطاء الذين يفتنون بالأدعياء الظالمين.. فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. إضاءة الدعوة إلى الله تواجه خصما عنيدا فعلينا أن ندعمها بكل طاقتنا سواء بالقيام بها شخصيا، فإن لم نستطع فلندعم الدعاة ماليا ومعنويا.