هل القرنقعـوه… بدعة؟

Loading

يكثر الحديث هذه الأيام عن القرنقعوه لاقتراب موعدها ثم يحل الصمت بعد فواتها ..
وهذا تصرف عجيب إلا أن في رأيي الذهاب إلى الفتوى بأن القرنقعوه بدعة مضلّة هو الأعجب !!

فتعالوا نتعرف على المقصود بالبدعة حتى يمكننا فهم الأمر بشكل أفضل..

البدعة في تعريف الإمام الشاطبي هي:
طريقة( في الدين) مخترعة (تضاهي الشرعية)،يقصد بالسلوك عليها (المبالغة في التعبد لله سبحانه) .

انظر إلى مابين القوسين رعاك الله..

أما السؤال الذي يليه فهو :
هل كل بدعة ضلالة؟
و يجيب الإمام الشافعيّ -رحمه الله – عنه بقوله:
“المحدثات من الأمور ضربان،
أحدهما: ما أُحدِث (يُخالف كتابًا أو سُنّةً أو أثراً أو إجماعاً) ، فهذه البدعة الضلالة،

والثانية: ما أُحدِث من الخير لا خلاف فيه لواحدٍ من هذا،هذه محدثة غير مذمومة”

اذاً…
يتبين مما سبق ان (البدعة) ليست مكروهة على الإطلاق بل على العكس تماما..
حيث اتفق العلماء على أن حكم البدعة يكون تبعًا للأمر المبتدَع نفسه؛ إذا أُريد به الخير مما لا يتعارض مع الشرع، فهو (بدعة حسنة) ..
وإن أريد به الشرُّ، فهو (بدعة مذمومة مردودة) ؛
لأنَّ ما خالف الشرع ليس فيه خير وإن بدا غير ذلك.
فمن زاد في الفرائض و المحرَّمات والمكروهات و المندوبات من غير دليل فقد ابتدع،

وهذا يكفي برأيي لنحكم على القرنقعوه تلك العادة الجميلة التي تنشر البهجة في الافق.. بكونها من المباحات الخالية من المحظوراتٍ الشرعية..
و (عادة طيبة) تفرح الصغار و الكبار شانها في ذلك شان الكثير من العادات المنتشرة قبل الإسلام وقبل بها الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولم يجد باسا في استمرارها ..

فلا تكونوا كالبغبغاوات تكررون ماتلفظه وسائل التواصل الاجتماعي من فتاوى عجيبة تتصادم مع ما اعتاده المسلمون من عادات بهيجة لا باس فيها ولاضررعلى العقيدة وما تمثله مثل القرنقعوة والعايدوة..

واستفتوا قلوبكم و اسألوها عن الأمر ..
هل القرنقعوة عبادة ام عادة؟
هل تتعارض مع الفرائض؟
هل هناك دليل من القرآن والسنة انها زيادة في المحظورات اوالمكروهات او المندوبات ؟
لتجد ان النفي هو الإجابة الوحيدة ..

وعليه..
لتطمئن قلوبكم وامضوا في الاحتفاء بالقرنقعوة المفعمة بالذكريات الرائعة عن الطفولة النقيّة .. وليالي الزمن الجميل..دون تكلف او إسراف لان (الإسراف هو المحظور شرعا).
احتفلوا ببساطة متناهية لتزيد البهجة بهحات..
و حافظوا على العادات الطيبة نقية من سلوكيات لاتمت لها ولنا بصلة بل تتنافى مع مغزاها الحقيقي..
و تحولها من مباح إلى محرم..

وكل عام وانتم في متسع ورحابة..