منذ ايام مضت كأنها الدهر هزّ زلزال عظيم جنوب تركيا الحبيبة و شمال سوريا الجريحة فخلف ورائه جمعا غفيرا من القتلى والجرحى ناثرا في الأجواء صورا قاتمة توضح كم اعتلت الإنسانية!!
وكم ضعفت وشائج الأخوة والرحمة!!
فرغم المصاب الجلل الذي جاء لينذرنا من يوم اجلّ وأعظم لاينفع فيه مال و لابنون..
إلا أن الغافلين لازالوا في غيهم يعمهون!!
إن الحوادث حولنا تشير إلى أننا مقبلون على تغيّرات سريعة و متلاحقة كقطع الليل ومع ذلك انشغل بعضنا بالقشور عن اللب.. فراحوا يفسرون الأسباب تارة و يشمتون تارات !!
لقد انشغل الناس عن المغزى الحقيقي وراء هذا الزلزال..
الذي جاء ليذكّر الناس بوجود إله عظيم قصرّنا في حق أنفسنا فتغافلنا عن عبادته كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه..
جاء الزلزال ليمتحن الإنسانية
منها ما رسب رسوبا فجأ وملئت ثرثرته الفارغة الآفاق..
ومنها ما زال ثابتا منذ اليوم الأول يدعم المتضررين بنفسه و بماله و بدعائه وذلك أضعف الإيمان..
علينا أن نراجع حساباتنا و نستفد من دروس الزلزال فنعيد ترتيب حياتنا و نضع أمور ديننا في نصابها فلا نضل ولا نشقى..
ولا تنسوا نصيب المتضررين من أموالكم وماتملكون ففيها حق معلوم.. للسائل و المحروم..
واي محروم أكثر ممن نام وسط النعم فاستيقظ على قارعة الطريق وقد فقد الاعزّ و الأغلى وسلبت منه تلك النعم..
اللهم عافنا ولا تمتحنّا فإننا فقراء بين يدي كرمك وعطفك ورحمتك..