من همّل.. افتقد..

Loading

تصلني ملاحظات عن انحرافات أخلاقية وسلوكية خطيرة لدى طالبات وطلاب المرحلة الابتدائية..

وبقدر حزني على ما وصلني من توصيف خطير لما وصلت إليه بعض الحالات..

فإن غضبي أكبر على من خان الأمانة..

يقول الأولون من همّل.. افتقد..

ومن أخطر نتائج إهمال الوالدين فقدان أطفالهم بالانحرافات الأخلاقية فينخرطوا في سلوكيات تقتل الحياء فيهم والحياة، فحتى لو كانوا أحياء فلا حياة فيهم..

إن الوالدين اللذين يفرطان في أطفالهما بالتخلي عن دورهما في التربية والمراقبة والإشراف عمدا أو جهلا (ولا عذر للجاهلين) لا يستحقون شرف الوالدية..

فالطفل لايصحو من نومه منحرفا بل هي خطوات الشيطان التي غابت عن الوالدين اللذين انشغلا عن ذلك الطفل بهوامش الحياة حتى وقع في مستنقع الرذيلة..

فخانا أمانة الرعاية التي سيسألون عنها كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، حتى وصل لقوله:

وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ)

فأين أنتم من هذه المسؤولية العظيمة؟!!

وتكمن المأساة الحقيقية في أنه مهما عولج الطفل المنحرف سيبقى ما مر به من تجارب منحرفة محركة

لسلوكياته خلال سنوات عمره ومتحكمة في علاقاته المستقبلية فتفشل زواجه على أقل تقدير كنتائج خطيرة ستصاحبه في القادم من أيامه..

كما يقول علماء النفس وأطباؤها..

كتبنا مرارا للتوعية بأهمية المتابعة والإشراف في عملية التربية وحذرنا كثيرا من غياب الأمهات كقدوات من حياة أطفالهن بتفويض الخادمات لتربيهم.

وقيام الأخيرات مقام الأمهات بما يمثلنه من سلوكيات وأفكار وعادات تختلف عن مجتمعنا..

كما شددنا على مخاطر تعريض الأطفال لرياح السموم التي تهب عليهم من خلال نوافذ الإنترنت..

ذلك العالم الذي يفيض بالغث فيغرق فيه الأطفال الذين غابت عنهم الحماية الوالدية..

إلا أنه من المؤسف ذهاب هذه الجهود أدراج الرياح..

فينحرف طفل أو طفلة المرحلة الابتدائية!!!!

إنها خيانة واضحة للأمانة..

فالطفل أمانة والديه ولابد من المحافظة على الأمانة بالحرص على سلامتها وعدم تعريضها للتلف جسديا أو نفسيا أو روحيا..

لذلك.. أقترح إخضاع المقدمين على الزواج لتدريب عميق على الوالدية الحريصة التي تحفظ مستقبل الوطن بحسن التربية والرعاية والاهتمام..

لعلهم يحفظون لأطفالهم براءتهم ويحفظون للمستقبل نقاءه وطهارته..