هل تحب الله.. فعلا؟

Loading

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف: “ثلاثٌ من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يَكره أن يلقى في النار”.
وكأنها شروط لا يتحقق الإيمان التام إلا بها.. فهل سألت نفسك عزيزي القارئ يوماً هل تحب الله عز وجل فعلا؟، إذا كنت متردداً في الإجابة لاختلاط مشاعرك تجاه الخالق سبحانه وتعالى فاطمئن لست وحدك من يعاني هذا الخلط المزعج الذي يسوده ضباب الخوف والفزع.. فحب الله سبحانه وتعالى لم يزرع في نفوسنا بقدر ما غرس الخوف والفزع من العظيم وعذابه الأليم، لأن الوالدين نادرا ما يحدثان الأطفال عن حب الله.. كذلك المعلمون لا يفعلون إلا من رحم ربي.. فحرصهم كان على تقديمه جل وعلا كقوة لا تقهر تملك النار والعذاب.. قوة ترهيب تهدد بها لا رحمة ومحبة تلجأ لها، لذا نشأ الكثيرون ولديهم اختلاط في المشاعر نحو الرب سبحانه وتعالى.. يتجلى ذلك في تنفيذ أوامره، واجتناب نواهيه التي يتساهل فيها الكثيرون لأنهم لا يستشعرون حب الله.. فالمحب لمن يحب مطيع.. وفي هذا يقول الحق على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

هذه الخواطر التي طرأت عليّ وأنا أتابع جدليات البعض وجرأتهم على أمور وردت صراحة في القرآن الكريم الذي وضعه الله عز وجل هدى للناس وطوت دفتيه أية تغيب عن البعض أو لعلهم يغيبونها بإرادتهم لأنها تقر خضوعنا لله والاستسلام له والانقياد لطاعته “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ”.

إنني في هذا اليوم العظيم أدعو الجميع لمراجعة علاقتهم مع الله وإعادة بنائها على أسس من المحبة التي توجب الطاعة.. فالذين آمنوا أشد حباً لله.. ومن أحب الله حقا رأى كل شيء جميلا، وصارت الدنيا طوع يديه وأحبه أهل الأرض والسماء وبذلك أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يُحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض، أسأل الله العظيم في هذا اليوم العظيم أن يجعلنا منهم.. آمين.