أنه لشيء عجاب!

Loading

تلقيت هذا الأسبوع ملاحظتين حول جامعة قطر، التي أكن لها كل احترام وتقدير، ففيها تعلمت، وفيها تخرجت وأدين لها بكثير من نجاحاتي، لذا أتمنى أن تؤخذ الملاحظتان المهمتان لقطاع كبير من الطلاب والطالبات القطريين وحتى أبناء القطريات، فهم نصف قطريين إن صح التعبير.. بعين الاعتبار.

الملاحظة الأولى:
من طالب يستغرب من تكلفة الدراسات العليا في جامعة قطر، ويتمنى لو كانت مجانية أو على الأقل رمزية، وحقيقة أشاركه الرأي، فكم من الطلاب والطالبات القطريين يحرص على إكمال دراسته العليا ولا يكتفي بالبكالوريوس بل
يتجاوزه إلى مراحل البحث والتطوير لنفسه ثم لمجتمعه، وأتساءل إذا كانت التكلفة العالية قد وقفت في وجه بعض الطلاب والطالبات كعائق حقيقي أمام أحلامهم المشروعة، والتي يجب أن ندعمها ونشجعها من أجل جيل نوعي حريص على ارتقاء سلم التعليم حتى قمته، فلا يعنينا إن كانت الدراسات العليا غير مجانية في كل الدول، ما يعنينا حقا هو تمكين الشباب بحسب الرؤية الوطنية التي تهدف إلى معايير عليا في التعليم والتنمية.

اعتقد أنه في دولة غنية صغيرة عدد سكانها قليل، يجب أن تكون الأولوية لشبابها الطموحين بدعمهم وتذليل كافة الصعوبات التي تعوق تقدمهم.

أما الملاحظة الثانية:
فقد جاءت من طالبات متميزات لديهن عشق متأصل للتعليم، وقد حصلن على الماجستير من جامعة قطر ويحضرن الدكتوراه بين قاعاتها وتحت إشراف أساتذتها
ومفادها بأن جامعة قطر لا تمنحهن فرصة التدريس فيها، لأنهن لم يكملن دراستهن العليا خارج قطر!.
وحقيقة لم أفهم سبب هذا المنع إن كان حقيقياً، خاصة أننا في مجتمع محافظ وما زال هناك من لا يريد سفر بناته للتعليم خارج قطر، خاصة في أمريكا أو أوروبا، فما ذنبهن ليحرمن من هذه الفرصة؟.

وكما فسرت لي بعضهن سبب المنع بأنه يعود لرغبة الجامعة في تجديد منابع العلم بتعلم طرق جديدة ومتطورة للتدريس والتعليم بعيداً عن طرق أساتذتها!، ولا أدري إن كان هذا التفسير صحيحاً لكنه بالتأكيد غير منطقي، ولا يتناسب مع جامعة قطر،
فكيف لا تثق الجامعة في مخرجاتها وتجد أنهن غير كافيات للتعليم فيها!، فبعض أولئك الطالبات المتميزات لديهن خبرات
ومؤهلات أخرى تجود عطائهن فلماذا يعمم المنع؟.
وفي رأيي لابد أن تتاح الفرصة لهن، فالمتميز يفرض نفسه كما أن ميدان التعليم الجامعي بحاجة للقطريين والقطريات المؤهلين تأهيلاً جيداً لقيادة العملية التعليمية فيها.

هي ملاحظات أضعها على مكتب رئيس الجامعة د. حسن الدرهم، وهو رجل علم أعرف عنه حرصه على التطوير والتجويد.. مع تمنياتي له وللجامعة بدوام التقدم والنجاح.