السر الأوحد

Loading

كل سر في الحياة مكشوف وان طال كتمانه، خاصة إذا ضاق صدر صاحبه به وكشفه، للغريب أم القريب، فكلاهما على إذاعة السر قادر أو غادر، إلا سرا أوحد لن يكشف أبد الآبدين، لأن صاحبه ببساطة لا يستطيع افشاءه.
– إنه الموت..
فالموتى حين ينكشف أمامهم سر الموت، لا يعودون للأحياء ويحدثونهم عنه، وحده الميت من يعرف تفاصيل ودقائق، هذا السر الغيبي ويدفن معه حتى تقوم الساعة، تأمل يتجدد كلما نعي الناعي، وما أكثرهم هذه الأيام! فكورونا تشيع الجنائز حول العالم بشكل لحظي
وهذا أمر مثير للتفكير والتدبر والاتعاظ. فكفي بالموت واعظا، ورغم أن القرآن والسنة ذكرا حقائق الموت وما بعده في عدة مواقع الا ان ما يواجهه الميت وحده كحالة منفردة يبقى سره الذي لم تتسرب منه معلومة واحدة ولن يحدث. ليبقى الموت هو السر الأوحد.
ومن هذه الحقائق التي أود أن أتوقف عندها حقيقة أن الموت ليس آخر الحياة كما يظن كثير من الناس، وإنما هو ممر ينتقل الإنسان من خلاله إلى مرحلة الاستقرار والخلود.
أما المكان بعد الموت فالإنسان يحدده بما يقوم به خير أو يقترفه من شر، فالعاقل من اتعظ بغيره ولم يكرر أخطاءهم، وعمل جاهدا على إعداد العدة للمرور من بوابة الموت للحياة الحقيقية التي خبأ لها الله عز وجل99 جزءا من أجزاء رحمته، وما دام الموت ارتحال وسفر، فلابد من التزود بما يعين على متاعب الطريق فاستعن بالله ولا تعجز.
أسأل الله لي ولكم أن يجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، ويجعل الممات راحة لنا من كل شر.
كونوا بخير