فضاء الفتن

Loading

الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” لها إيجابياتها وسلبياتها شأنها في ذلك شأن كل الاختراعات الانسانية، وان كانت أشد فتنة وأوسع خطرا.
فقد عرّت الإنسان وكشفت الموبقات حتى جعلتها في متناول الجميع مما خلف وجعا في القلوب وضياعا في العقول الا من تحكم بها ولم يمنحها فرصة التحكّم به.
إن للإنترنت فتنة تكبر مع كل تبسيط يطال أدواتها حتى ذهب البعض إلى تسميتها بالأعور الدجال، لأنها تسحب الناس على وجوههم مستسلمين لمحتواها استسلام المستعبدين الذين لا يملكون من أمرهم شيئا!.
وقد بلغت الفتنة مداها حين تحول الإنترنت ومحركات البحث تحديدا لمصادر معلومات لا تقبل الحوار والنقاش عند البعض! عصمنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
إلا أننا لا ننكر السلطة العليا لمحتوى الإنترنت المتنوع التي كانت فضاء افتراضيا فأصبحت واقعا يسرق من حياتنا الحياة ويخضعنا لعمليات تغيير شاملة، ويهزم أي مقاومة ويرغمنا على التعامل مع محتوى خطير على كافة المستويات ومؤذ لكل الأعمار.
وليس من مثال أبلغ على ما أسوقه هنا إلا معركة كورونا التي تشهد انهزاما واضحا لأصحاب الاختصاص مقابل الإنترنت وما يروجه من محتوى جيّش الناس ضد اللقاح تحديدا الذي يشهد عزوفا عند بعض الناس في دول العالم.
وإن كان قد ساهم في صناعة نجوم مخلصة للوعي الا أنهم أقل تأثيرا من نجوم الغفلة اللامعين وجماهيرهم التي تضخ دعما لا محدودا يزيدهم قوة وإصرارا غير عابئين بالنتائج متفاوتة الأثر أكيدة الضرر.
والحمدلله أننا شهدنا عودة الوعي عند بعض تلك الجماهير، فمؤخرا بدأت حركة البراءة من تلك النجوم المزيفة بإلغاء المتابعة والتبرؤ منها ومما تروّج له من محتوى غير مسؤول تتحكم فيه المادة ويتلاشى منه المعنى الأخلاقي والإنساني.
ان الفضاء الواقعي الذي اعترته عواصف الرمال لم يؤثر في البشر بقدر ما فعله الفضاء الافتراضي بوابة الشر ومنفذ الشياطين الا من رحم ربي.. الذي عصف بالناس عصفا.
وشئنا أم أبينا فلم تعد صفة الافتراضي صحيحة، حيث تحول الإنترنت إلى واقع نشهده في التغيرات المتسارعة للمعتقدات والسلوكيات والأخلاق.
فتأثر بها الجميع حتى ذلك الإنسان الذي اتخذ قرارا مبكرا بعدم الوقوع في براثن شبكة العنكبوت.
انها فتنة كما أخبرنا وفي الفتن يتحصن الإنسان بدينه ويتعلق بحبل ربه بحثا عن النجاة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
اللهم الثبات حتى نلقاك.