أرواح هائمة..

Loading

تتاح لي فرصة الاجتماع بأخوات فاضلات في كل التخصصات مما يمنحنا فرصة لمناقشة التغييرات التي يمر بها المجتمع فنحاول أن نضع الحلول المناسبة المبنية على المنطق والعقلانية لأننا نضع مصلحة هذا البلد فوق كل اعتبار.

ولأننا نطالع ونواكب كل تطور يطرأ على مواطنيها، فإننا نلحظ بشكل مقلق انتشار الطلاق بين الصغيرات، وأحيانا يكون قبل إتمام الزواج، مما يؤثر على غالبيتهن سلبا وبشكل أكثر عمقا فيتحول مع الوقت إلى جرح نفسي عصي على العلاج إذا تأخر، فيهز ثقة المطلقة في نفسها ويصبح وجعا تثيره كل حكاية طلاق جديدة.

هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الطلاق وأحيانا يصبح خيارا أفضل من الاستمرار في زواج افتقد مقومات المودة والرحمة، إلا أنه خيار موجع خاصة إذا اضطررت إليه إضطرارا.

لذلك يقول الله عز وجل: ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌۢ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌۢ بِإِحْسَٰنٍۢ /البقرة229

ولعل الطلاق هو المعاملة الوحيدة التي منحت ثلاث فرص لأن الرباط الوثيق الذي قام على عهد الله وسنة نبيه ليس من السهل إلغاؤه،
والانتقال من حالته إلى حالة أخرى صعب للغاية ومؤثر بشكل كبير.. على الزوجين..

خاصة المرأة التي دأب المجتمع على جعلها شماعة فيحملها مسؤولية الطلاق الذي لم يحدث إلا لقصور فيها من وجهة نظره، وإن كانت هذه النظرة الحادة قد خفت قليلا إلا أنها لم تتلاشَ لتتحول المطلقات بسببها إلى أرواح هائمة تشعر بالذنب وتجلد ذاتها دائما وأبدا.

لذا
كان من واجب المجتمع وضع برنامج تأهيلي للمطلقات يكون ذا أبعاد اجتماعية ونفسية يعدهن لمواجهة المجتمع والبدء من جديد بعقلية مفتوحة وتقبل أكبر لتجربة أخرى أفضل بإذن الله.

كما أن للعائلة والأصدقاء دورا لايقل أهمية، فالدعم المنتظر منهم كبير للمحافظة على بناتنا ومساعدتهن على اتخاذ قرارات صحيحة تمهد لحياة زوجية جديدة وسعيدة.
راجية للجميع سعادة الدارين