ارتباك

Loading

لا تغيب عن أحد – مهما كان- أهمية التعليم في تقدم البلاد وتطور العباد، كما لا يغيب عن أحد – مهما كان – الارتباك الواضح الذي يعاني منه الميدان التعليمي الذي تحول بقدرة قادر إلى حقل تجارب.
وإذا كانت التجارب قبل عقد مضى تستغرق سنيناً للحكم عليها، ففي الحاضر نواجه ارتجالاً خطيراً وتردداً أخطر، حيث تعيش قرارات وزارة التعليم دورة حياة قصيرة هذه الأيام.. فالقرار يتغير ثلاث مرات على الأقل – وأحياناً أكثر- مما يدل على ضياع بوصلة التخطيط.. وإن لم يكن التعليم على قمة سلم التخطيط الإستراتيجي فقل على مستقبل البلاد السلام، دون أدنى مبالغة.

حقيقة لا يمكنني تصديق أن التعليم تحوّل إلى مجال اجتهادات مرتبكة، يدفع المعلمون والطلاب ثمنها، ويعاني أولياء الأمور جراءها،
فهم يواجهون وضعاً محيراً لم يمروا به سابقاً ويتمنون أن يقف عند حد الاستقرار ليقوموا بمهمتهم المقدسة التي عطلت بفعل فاعل وضع في مكان أكبر من إمكانياته، ولم نسمع به من قبل في ميدان التعليم ونجهل خبراته.

لذا أوجه له ولفريق التعليم في الوزارة
للاستفادة من خبرات من بقى في سلك التعليم صامداً رغم كل ما يواجهه من تهميش، وكذلك الاستفادة من تجارب الدول الأخرى (لا استنساخها) لعل ذلك يعجل باستقرار الميدان التعليمي ونهاية حالة الارتباك المحزنة التي نشهدها ولا يمكننا تحملّها أكثر، فمستقبل أولادنا على المحك، ومن قبله مستقبل قطر التي لم تقصّر في الإنفاق على التعليم وتأسيس بنية تحتية عالية المستوى، إلا أنه وفيما يبدو أن العنصر البشري المؤهل هو ما ينقصها، وهو تحد ليس بالسهل، لكنه ممكن في وجود معايير واضحة
في العناصر المختارة لقيادة شؤون التعليم، كوضوح الرؤية ودقة التخطيط والعمل بروح الفريق لا التسلط والتفرد بالقرارات – ويا ليتها ثابتة تلك القرارات المائعة التي تذوب كالزبدة
تحت حرارة التردد وعدم القدرة الملموس.

فهل من مستمع مسؤول ينقذ ما يمكن إنقاذه
ويعيد الثقة في الجميع داخل الميدان وخارجه،
نصلي أن يحدث ذلك في أسرع وقت، كفانا تخبطاً وارتباكاً.

وقفة لابد منها
لابد للقوانين أن تراعي الإنسانية قبل أن تكون نصوصاً وقرارات وتعاميم فرمانية.. لذلك كان لابد من وجود استثناء للحالات المرضية التي يخشى أن تكون عواقبها خطيرة من الدوام المدرسي (المشكّل) كوجود مرضى في البيت محذّر من مخالطتهم بالمصابين، وأطفال يخشى عليهم من تجربة الحجر القاسية.

فمن الأمانة على الإنسان إن لم يكن قادراً على تحمل المسؤولية أن يغادر منصبه
بدلاً من التخفي وراء تعاميم قد
لا تصمد حتى نشر هذا المقال.