تنمر بغيض

Loading

نشر الفنان حسين فهمي عدة صور انيقة في احدى وسائل التواصل الاجتماعي معلقا: عمري 81 وعايش حياتي.. فيها إيه يعني؟!.

فيما يبدو أنه رد على المنتقدين الذين يرون بأن على الإنسان أن يموت حيا بمجرد أن يتقاعد، فلا مكان له في ارضهم.. ارض الشقاق والنفاق!.
وليس حسين فهمي وحده الذي يواجه هذه العقلية العربية البغيضة التي تحارب المختلفين، وتنفي المتميزين بل هي افرازات وضحتها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جلي!.
فبعض روادها ناقصو عقل ودين يعانون اعتلالا نفسيا وأخلاقيا يلقي بظلاله على الآخرين، فيتنمرون على الناس ويسومونهم سوء الأخلاق قولا وفعلا، فقد يضطهد المختلف لاختلافه لا أكثر!.
فالهجوم المنظم على الناجحين بسبب أصولهم أو لونهم أو أعمارهم والذي وصل إلى أرض الواقع بالتعدي الجسدي واللفظي عليهم مرده القلوب الخاوية التي تقودها عقول أشد خواء، لأنها لا تؤمن بخالق هذه الاختلافات ولا تحترم صناعته.
وفي رأيي أن أمثال هؤلاء لا يستحقون الالتفات إليهم، ناهيك عن الرد عليهم ومنحهم الشعور بالرضا، فالأيام كفيلة بالرد عليهم وعلى الباغي تدور الدوائر.

علينا أن نفهم أن المتنمرين مرضى نفسيون يحتاجون العلاج أكثر من المناكفة.
وإن كانت القاعدة هي: ليس على المريض حرج فهي لا تنطبق على المتنمرين البُغضاء الذين ينشرون الخبث والإيذاء أينما حلوا.
حقيقة لا يهمني أمرهم بقدر ما اهتم بضحاياهم خاصة الأطفال، لذا يجب تنظيم حملات مضادة تستهدف المتنمر، وتعاقبه أشد العقاب، ليفكر فيما تقترفه يداه ولسانه وذلك أضعف الإيمان.
كما يجب على المجتمع مساندة ضحايا التنمر بمناصرتهم ودعمهم، فبعض النفوس أرق من وردة، فكثير من الضحايا حول العالم انتحروا وتركوا الحياة والأرض وما فيها للمشوهين الذين لم تحسن الأسر تربيتهم ولا التعليم نجح في تهذيبهم!.
لابد من اتخاذ اجراءات مشددة لعل هذا البغض والخبث أن ينجليا افتراضيا وواقعيا.. كما أتمنى.