القلوب المطمئنة

Loading

صادف التاريخ المميز 10/1‪0/2020
اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف هذا العام سنة كبيسة خلفت آثاراً ثقيلة على الإنسان روحه وقلبه وجسده ولم تسلم نفسيته من أدران القلق والاكتئاب والتشاؤم.

لذا نحن بحاجة للتوقف عند أهمية الصحة النفسية وقوتها وضرورة الاستثمار فيها، بصفتها الدرع الأقوى الذي يحمي الإنسان من وساوس نفسه وشرور غيره.

فمتى ما كان الإنسان متصالحاً مع نفسه مطوراً لنقاط قوته متقبلاً عيوبه ونقاط ضعفه يعتني بها ويعالجها ويبقيها بعيداً عن الانتهازيين، كان عصياً على الوجع مليئاً بالثقة والاستقرار النفسي.

النفس تمرض كما يمرض الجسد بل قد يذبل الجسد استجابة لأوجاع النفس.. وللنفس علاج وأدوية كما للجسد إذا ما التزم بها الإنسان استرد عافيته وطابت سريرته.

فتعهد النفس بالوقاية والحماية مهمة ضرورية لا ينبغي نسيانها أو تجاهلها في زحمة الحياة،
وفي رأيي ليس ذاك بالمطلب الصعب، فإذا كنت على علاقة وطيدة مع الله عز وجل لن تهزمك أوجاع الحياة لا جسداً ولا نفساً.

فالإيمان بالأقدار وتقبل القضاء بالرضا والحمد
يملآن الإنسان سكينة واطمئناناً، كما أن المواظبة على الذكر والصلاة والوضوء والصيام والدعاء والاستغفار والتأمل لا تترك فرصة للقلق والاكتئاب لاجتياح النفس أو العبث بالعقل.

يقول الله عز وجل وهو خالق النفس المطمئنة في سورة الرعد “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (28)، فكلما تعمق الإيمان وترعرع في السمع والبصر والأفئدة كانت النفس بأمان.

ومن الإيمان العميق الرضا والتسليم بما يكتبه لك الله عز وجل والقناعة بما يأتيك من رزق كريم من رب كريم، فلا تضيع نفسك حسرات على ما عند الناس، فقد أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحي حديث معروف مفاده: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها).

فالنفس البشرية السليمة بسيطة واحتياجاتها أساسية، أما الكماليات والاستهلاكيات فهي شوائب يحب أن نبقيها بعيداً عنا، كما يجب علينا أن نعيد التفكير والتقييم في العروة الوثقى التي تربطنا بخالقنا، فكلما كانت صالحة وقوية كانت نفوسنا كذلك.
وكل عام ونفوسكم الطيبة.. بقرب الله مطمئنة.