يترقب كثيرون وأنا منهم، انتهاء الأزمة الخليجية التي أحدثت صدعاً لا يعلم إلا الله وحده متى يتم رأبه.
فلم يحدث في تاريخ الخليج ما شهده أهله منذ أربع سنوات مضت من عداء غير مسبوق، فكان فعلاً غير محمود، فرح به الأعداء، وبكى منه الأحباء.
نترقب التصريحات والزيارات التي ترفع سقف الأمنيات،
ثم تسقطه على رأس المتفائلين؛ الذين يؤمنون بأن
الظفر لا يخرج من اللحم وأن قطعت الأصابع والأواصر.
ننتظر على أمل حلحلة الأزمة، وخلخلة الحصار المفروض على قطر، ظلماً وعدواناً.
ورغم أن قطر المحاصرة أثبتت بأنها بخير
بدون محاصريها، وأن حصارهم كان حفرة حفروها ووقعوا فيها.
إلا أننا كأفراد لسنا بخير؛ فقد حرمنا من بيت الله الحرام أربع سنين عجاف، لم نتمتع بزيارته، وضيقت علينا الطرق المؤدية إليه، فلم نعد نطيق صبراً عنه، والمضي قدماً في البُعد عنه،
نسأل الله أن يعطينا أجر النوايا الطيبة،
ويعجل بفتح السبل أمامنا لزيارة الحرمين الشريفين،
ونبتهل إليه عز وجل أن يلم شمل الأسر المتفرقة التي أضاف الحصار عليها عبئاً فوق أعبائها وزاد من أوجاعها، وهواجس الفراق الذي لن يسبقه وداع في قلبها.
فكم من امرأة عجزت عن الوصول إلى والديها وزيارتهما، فذهبا إلى ربهما دون أن تحظى بفرصة لقائهما،
أو توديعهما وحضور عزائهما.
وكم من حياة زوجية انتهت على حدود الدول المحاصرة،
وتحطمت أحلامها على صخرة العناد والقسوة.
وكم من مشروعات عطلت، وآمال بعثرت، وحريات انتهكت دون وجه حق؛ في هذه الملهاة والمأساة.
فما ذنب الشعوب وهذا الخراب الذي استشرى وزاد!، فلا ناقة لهم فيه ولا جمل، لكنهم يتحملون أوزاره وتؤلمهم آثاره، فمتى تنكشف أضراره ؟.
نترقب وألسنتنا تلهج بالدعاء لله عز وجل، أن يضع حداً لهذه المهزلة التي طال أمدها وزاد شرها، فإنه قادر على ذلك سبحانه وتعالى، الذي إذا أراد أمرا قال له كن فيكون.
اللهم إنا نسألك عمرة آمنة مطمئنة قريبة
تطفئ بها لوعة الفراق وتُهدئ بها وجع البُعاد،
فقل لها كوني، لتكن.