اعتدلوا يرحمكم الله

Loading

الاعتدال خلق إسلامي أصيل فقد حث القرآن الكريم والحديث الشريف عليه في أكثر من موضع للتأكيد على أهمية اعتناقه كأسلوب حياة مريح.. وصحي..

فالتطرف سلبا أم إيجابا مؤذٍ وعواقبه وخيمة..

ولا أذكر عبر مطالعاتي الواسعة ومراجعي المتعددة أن متطرفا كان صحيحا صالحا للعيش حتى ولو كان التطرف حبا..

بل إن التطرف في العاطفة أيا كان نوعها وتصنيفها مدعاة للاعتلال طويل المدى..

فالعاشق المتطرف يواجه الجنون أو الموت في كل الأحيان..

لذلك وصيتي لكم أن تعتدلوا لعل الله عز وجل أن يرحمكم وينأى بكم عن مصائر السوء.

وأن تجعلوا هذه الآية الكريمة مقياسا لردود أفعالكم أيا كانت..

(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا): الإسراء (29)

فهي قياس مفيد للاعتدال في الحياة فلا إفراط ولا تفريط..

فالعطاء المطلق خبل

والمنع المطلق فقر في الروح قبل المادة..

كذلك السياسة والاقتصاد والحب بل حتى إبداء الرأي.

فأنا أعتبر التعميم تطرفا يسيء لصاحب الرأي أكثر من موضع الرأي..

فلابد من التحديد للإنصاف والبعد عن الجزم درءا للأخطاء المحتملة فلا يوجد مثل الاعتدال الذي يراعي الموضوعية والشفافية والمصداقية.

إن الله عز وجل اتخذ من المعتدلين الوسطيين شهودا على الناس فيقول عز من قائل:

( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) البقرة: 143.

وقد يظن البعض بأن الاعتدال ميوعة وضبابية يجيدها الراقصون على السلم.. إلا أن بعض الظن إثم وسوء فهم..

وعليهم مراجعة ظنونهم وإعادة ترتيب أوراقهم لسلامة أرواحهم واستقرار حيواتهم..

ففي هذه الحالة فقط يمكننا أن نحيا حياة الطيبة.

لأن الحياة لا تطيب إلا بالاعتدال والوسطية التي يمثلها الإسلام كدين قويم ولا يعني بالضرورة المسلمين فليس كل مسلم ممثلا جيدا للإسلام.

فمن التطرف الظالم الحكم على الدين السليم من خلال أتباعه.. خاصة في الزمن الحاضر الذي تاه فيه المسلمون وهم يبحثون عن ركن ركين وأعظم دين بين أيديهم..

إلا من رحم ربي..

ثبتنا الله وإياكم على دينه حتى نلقاه..

ختاما..

الاعتدال ليس مجرد خيار بين التطرف والتساهل بل هو أسلوب حياة لابد من اعتناقه لضمان سلامة العقل والقلب من تقلبات الحياة وغدر الزمن.