شاءت الأقدار أن نبلغ عيد الفطر ونحن خاضعون للإجراءت الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا..
لنختبر معنى جديدا للعيد الذي لا تكتمل معانيه إلا بالصحبة و اجتماع الأحباب.. ولا أعتقد أن ذلك قد ينقص من فرحة العيد لأن الإنسان كائن متكيف قادر على تذليل العقبات التي تعترض سبيل فرحته.. خاصة في وجود ثورة الاتصالات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي بنت جسور مودة أكثر مما قام في الحياة الواقعية..
فمنذ فترة ليست بسيطة اعتاد البشر العالم الافتراضي ووجدوا فيه ملجأ آمنا وواحة سعادة لا يوفرها العالم الحقيقي ذو الوجوه المكشوفة.. فإغراء الوجوه الغامضة أشد وطأة وأعمق أثرا..
لذا أن يمضي الإنسان جل وقته على أرصفة الإنترنت ليس سلوكا جديدا أو طارئا بل هو أصل منذ فترة ليست بسيطة..
السؤال ليس كيف تقضي عيدا بلا معاودة الأحباب وإنما السؤال: كيف يعاود الإنسان حياته الاعتيادية بعد الحجر الطويل الذي يدفعه لألفة الوحدة والعيش وحيدا متوجسا الخطر من أقرب البشر ؟
هذا ما ينبغي أن يشغل المعنيين بهموم النفس وأمراضها ليضعوا خططا إستراتيجية لاحتواء الآثار السلبية للأوضاع الحالية..
وحتى ذلك الحين نتمنى للجميع عيدا سعيدا.. وأن يحل عيد الأضحى على العالم وقد انجلى عنه الضر والشر..
ختاما..
تحيتي وسلامي للبعيد دائما والذي أثبت بأن البعد هو بعد القلوب لا بعد الدروب .