إن من أهم العبادات وأجلها عند الله هي الخلوة معه سبحانه وتعالى فمن أجل تلك الخلوة يتخلص العبد من أعباء الحياة ويقطع خطوط الاتصال بها ليتقرب إلى مولاه في إخلاص وضراعة..
وفي الخلوة طالت أم قصرت يبوح العبد بكل ما يعتمل في صدره من آهات وأمنيات راجيا من الله عز وجل أن يعينه ويرفع عن كاهله ما يثقله..
ومن خاض هذه التجربة يعي لذتها الروحية وسعادتها القلبية الأمر الذي يشجعه عليها في كل مرة وحين لولا مشاغل الحياة التي تلهيه وتزاحم تلك الرغبة المخلصة..
في قلبه وعقله..
لهذا حينما أنظر في أوضاع الناس هذه الأيام أجد أنه من الإيجابيات التي صاحبت سلبيات كورونا فرض العزل المنزلي على الناس بغية حصار الفيروس والتغلب عليه..
والمؤمن الحقيقي يرى في ذلك فرصة حقيقية لبذل المزيد من الطاعات والقيام بالكثير من العبادات وفي مقدمتها الأنس بالقرب الإلهي بعيدا عن الأعين والآذان متخلصا من الرياء والسمعة باحثا عن السعادة المطلقة والحلول النهائية بين يدي ربه الكريم الذي قال: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، ((وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة))
فماذا تنتظر أيها المخلوق الضعيف المهزوم من فيروس لا يرى بالعين المجردة لضآلته رغم أثره هنا وهناك؟؟
والله إني لأعجب ممن فاته استيعاب درس الكورونا الحقيقي واستخلاص أصول العودة إلى الله مما يحدث..
إن الأحداث التي وحدت الإنسانية رغم اختلافاتها وخلافاتها أحداث كونية ذات مغزى..
ولا يفوت المغزى قلب مؤمن مخلص يحب الله ورسوله .
أمعنوا النظر في مجريات الأمور ستجدونها دعوة إلهية للعودة إلى حماه
ولست أعجب إلا ممن أبى!!!
فأولئك الذين شغلتهم الدنيا عن الآخرة ونسوا الله عز وجل فأنساهم أنفسهم
أيها الأحبة
اشغلوا أوقاتكم بالعبادات والطاعات وتزودوا..
و اعتبروا يا أولي الألباب..
تعلموا دينكم على الوجه الصحيح وعلموا أولادكم..
فاليوم أغلقت المساجد و المدارس..
لكن
غدا سيرفع العلم ويحجب القرآن وتغلق أبواب التوبة
أفلا تتفكرون؟!!
اللهم هل بلغت… اللهم فاشهد
ختاما
أفضل وصفة للنجاة هي حديث النبي ﷺ
حين سُئِل: ما النجاة؟ قال:
١- أمسك عليك لسانك (لا للإشاعات)
٢- وليسعك بيتك (البقاء في المنزل)
٣- وابْكِ على خطيئتك (الاستغفار والدعاء)