توالت الأنباء عن حفل بهيج أقامته مغنية عرف عنها البذخ والبهرجة بأنها بالغت – كالعادة – في الصرف على مظهرها ومجوهراتها التي صنعت خصيصا لها حتى أنها سافرت مرتين للإشراف على تصميمها.
وتفيد الأخبار بأن قيمة تلك المجوهرات بلغت٧ ملايين دولار ناهيك عن الفساتين الأربعة التي حرصت تلك المغنية على التباهي بها.. واستعراض مظهرها حتى انشغلت عن جمهورها بنقل الصور إلى متابعيها في وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة!!! على مثل هذه المغنية يقاس الكثيرون..
فنحن نعيش زمان الماركات التي أرخصت الإنسان حتى غدا مظهره الخارجي سيرته الذاتية.. وبطاقة تعريفه ونحن إذ نتأمل مثل هذه الحالات فإننا نحزن مما غدت وسائل التواصل الاجتماعي تصدّره لنا من نماذج تعلي المادة على حساب القيم. فتتضاءل قيمة الإنسان لتتفاقم الأزمة ويصبح الحذاء – أعزكم الله – أكثر قيمة وأكبر مكانة من لابسه.. في رأيي واعتقادي أن من يسرف على مظهره الخارجي إنما يستر نقصا داخليا وخواء فجا يكاد يظهر للعيان..
ورغم إيماني بأن كل إنسان حر فيما يملكه وسيسأل وحده عن ماله ووجوه إنفاقه.. قبل أن تزل قدماه إلا أن مصادمة المجتمع بنشر ثقافة الإسراف والتبذير وتصدير نماذج الاستهلاك وضياع الثروات فيما لا ينفع يحتاج منا الوقوف بشدة أمام وجه من يحاول ستر ما لا يستر..
وإعلاء قيمة الإنسان الصالح وما يمثله من أخلاق سامية وفضائل عالية.. فهل نحن فاعلون؟؟
ختاما..
تذكر أنباء أخرى أن لتلك المغنية أعمالا خيرية
وأتساءل كيف تتساوى الكفتان؟
الله وحده يعلم فهو وليها.. وولي الفقراء والمساكين