حقيقة..

Loading

بالأمس قمت بزيارة موقع تصوير واحد من أفضل المسلسلات التركية التي تعرض في الوقت الحالي.. وهو الدراما الاجتماعية امرأة.. الذي يتناول قصة كفاح أرملة تحاول توفير حياة كريمة لطفليها اللذين فقدا والدهما غدرا.. و تتوالى الأحداث عاصفة تشد أنفاسك حتى تشعر بحواسك تلهث لسرعة وتيرة المسلسل وإثارته..رغم تجاوز حلقاته ١٥٠ حلقة وما زال.. دون الشعور بالتمطيط والملل الذي عرف عن الإنتاج العربي الذي ابتلينا به مؤخرا وخاصة في رمضان حيث القصص والحكايات مستنسخة عن أفلام ومسلسلات أجنبية معروفة. حقيقة يستهويني هذا النوع من الأعمال التركية المتقنة، فمنذ انطلاقة الدراما التركية تابعت ٣ مسلسلات متميزة بأجزائها المتسلسلة التي تتناول الأسرة والمتاعب التي تواجهها وكيف تتغلب عليها..
● الأول : الأوراق المتساقطة 2006 ويتناول حياة الأسر الفقيرة من أصحاب القيم والأخلاق؛ حيث تجد نفسها في صراع بين المادة والقيم.
● الثاني : على مر الزمان 2010 ويتناول الأحداث سنة 1967 حيث الاضطرابات السياسية بتركيا التي أثرت كثيرا على البلاد وذلك من خلال أسرة تواجه مصاعب الحياة على الصعيدين الوطني والشخصي.
● الثالث : امرأة 2017 وأعتبره من أفضل الأعمال التلفزيونية في مجال الدراما الاجتماعية حيث أبدع طاقم العمل في بلورة الأحداث بشكل منقطع النظير.. وبعيدا عن مسلسلات العشق البائس تأتي هذه الأعمال لتثبت أن للإبداع رسالة تتجاوز حدود المتعة البصرية إلى المتعة العقلية والروحية لما تحمله من مضامين عميقة تقدم في إطار رائع ماتع.. لذلك أتعجب من مقاطعة القناة – التي فتحت الأبواب على مصراعيه لبث الأعمال التركية – مثل هذا الإنتاج المتميز لأسباب واهية.. والعجب أكبر عندما خطب مدير تلك القنوات ذات يوم بزهو لا مثيل له قائلا : لقد تجاوزنا مرحلة عرض المسلسلات التركية وبدأنا مرحلة الإنتاج، فإذا بالقناة تستنسخ مسلسلا تركيا ناجحا. فعن أي إنتاج يتحدث عميد كلية الإعلام؟!! إنني في هذا المقام أنصح القائمين على الإنتاج الخليجي أن يركزوا على الدراما الاجتماعية ويبدعوا في تقديم أطروحات مبتكرة في تصوير بهي جميل يشد الناظرين حتى يبز إنتاجه كل إنتاج .. وحتى ذلك الحين أعود للاستمتاع بمشاهدة الأحداث العاصفة في مسلسل امرأة، الماتع الرائع

..
ختاما..
إن الأعمال الفنية اجتهادات شخصية قد تتفق معها أو تختلف لكن بالتأكيد لن يختلف اثنان حول جودة عمل بني على الإتقان وقدم بمنتهى الجودة.