Charging

Loading

هي كلمة مألوفة لدينا بحكم تحوّلنا لأسرى الهواتف النقالة التي كلما كان عمر بطاريتها أطول كانت أفضل..
فماذا عن أرواحنا و قلوبنا وعقولنا؟؟
ما مدى حاجتها للشحن؟؟ وما هو الشاحن المناسب لها؟؟ ومتى نحقق درجة الأفضلية لكل منها..؟؟!!
في رأيي واعتقادي أن أذكار اليوم والليلة هي الشاحن الأفضل لأرواحنا وقلوبنا وعقولنا التوّاقة لغذاء روحي متصل لتستمر وتزهر.. وتطمئن وتتطهر : {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28]
فكل العبادات لها أهميتها و ما يميزها عن غيرها إلا أن ذكر الله أطراف الليل وآناء النهار أجل وأعظم عند الله..
ومكافأة الذاكر لله أضخم من مكافأة غيره
وذكر الله أفضل عنده عز وجل وأرفع درجات
فالرسول صلى الله عليه وسلم-يقول: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعمَالِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى».
والذكر أيضا درجات أرفعها وأثقلها وزنا يوم لا ينفع مال ولا بنون التهليل / لا إله إلا الله
فقَالَ عنه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ )
رواه أحمد (6699) والترمذي (2639) وصححه الشيخ الألباني .
وهذا حديث عجيب يلخص مضمون الحكاية ويقدم مختصر القول في أهمية الذكر الذي يظنه البعض سهلا وهو من أصعب العبادات.. فمتى يمكن وصف الإنسان بأنه من الذاكرين لله تعالى ؟
يحدث ذلك حين يشحن روحه وقلبه وعقله بذكر الله تعالى صامتا بقلبه صادحا بلسانه متأملا بجوارحه قائما قاعدا.. ماشيا راكبا.. وعلى كل هيئة وحال..فبعض المفسرين أكدوا أن أذكار اليوم منذ الصحو فجرا حتى النوم ليلا تجعل الإنسان من الذاكرين الله كثيرا.. والذين يقول الله عز وجل فيهم : (والذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الاحزاب ٣٥
فكن حريصا على الشاحن ولا تضيّعه ولا تترك نفسك للخواء بعيدا عن شآبيب رحمته سبحانه وتعالى فتحرقك شمس الهُجر والهجر..
فإن الفرق بين الذاكر لله والغافل عنه فرقٌ كبير وصفه رسول الله بقوله: «مَثَلُ الذي يذكر ربّه والذي لا يذكر ربّه، مَثَلُ الحي والميت»
فاختر مكانك في العالمين إما حي ماتت روحه أو ميت غاب جسده وبقي ذكره خالدا عند رب العالمين الذي قال :
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (152)البقرة

ختاما:
«ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة»