تأتي إلى هذه الدنيا خائفاً ضعيفاً عارياً إلا من رحمة الله..
يفرح بك القاصي والداني بوصفك امتدادا لعائلتك وماتمثله في محيطها..
ويبقى هذا الفرح رفيق خطواتك مع الترقب والأمل..
فتكبر وتكبر طموحاتك.. وتصل عتبة أحلامك بالكثير من الآمال والأماني.. تحيط بك القيم والأخلاق التي ربيت عليها ويسكن دينك مابين قلب وثاب وعقل وقاد..
وهنا يبدأ الامتحان الأصعب
هنا يبدأ تعاملك الدائم مع فتنة هذه الأمة
المال
فإما أن تغلبه فلا يتجاوز يدك وقد يغلبك فيكون سيد عقلك وقلبك..
المال نعمة حينما يكون تحت السيطرة ولعنة حين يخرج عن نطاقها…
فمن منا لايحبه ويرغب في الاستزادة منه
فهو العصا السحرية التي تحول رغباتك إلى واقع تراه بعينك وتلمسه بيدك.. وهنا مكمن السحر والفتنة فالإنسان لايشبع..
فرسول الله ﷺ وصف الإنسان قائلا: لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب.
فمن يستطيع ضبط ميزان هذا الإغراء وكبت هذه الغواية ليبقى المال في حياته مجرد وسيلة لاترتقي إلى شرف وسمو الغاية؟؟!!
فمن ضل الطريق ولم يفهم الدور الحقيقي للمال في حياته سكنت الدنيا قلبه وفتنته ليخسر الدنيا والآخرة..
أما من أيقن بأن المال نعمة من النعم يجب ألا تشغلنا عن خالقنا.. ووظف تلك النعمة لإسعاد نفسه والناس من حوله أبقى الدنيا خارج قلبه وتغلب على فتنتها الأقوى..
فالمال سند من لاسند له شرط ألا يحولك إلى إنسان مادي لاروح ولاعاطفة.. يعلي صوت المال على صوت المودة والرحمة والعلاقات الإنسانية الرقيقة والراقية..
وحتى تعرف من أي نوع أنت.. اسأل نفسك
المال في يدك…. أم في قلبك؟؟
◄ ختاما:
(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن…
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)
هذا هو السؤال الأصعب.. فهل جهزنا أنفسنا له…