مما لاشك فيه أن المؤسسات والهيئات الخيرية تلعب دورا هاما في تيسير العمل الخيري وجعله عادة تعبدية دائمة لسهولة عملية التواصل بين المتبرع والمحتاج..
وإن كانت قطر الخيرية و الهلال الأحمر مؤسسات حكومية وتحت إشرافها الا أنهما كانتا في المراكز الأخيرة منذ ٣ سنوات ويزيد ..
بينما استمرت راف – على سبيل المثال- منذ انطلاقتها في مقدمة الصفوف بسبب تحولها إلى مؤسسة شاملة لخدمة الإنسان داخل قطر وخارجها تليها عيد الخيرية..
بجانب اجتهاد بعض المؤسسات الصغيرة المرخصة هنا وهناك
ولحسابات دولية غابت راف وعيد الخيرية عن ساحة العطاء وخلفتا فراغا كبيرا وفوضى أكبر ولّدت أزمة ثقة عند الناس
لانقطاع السبل بينهم وبين مشروعاتهم الخيرية حول العالم ..
ونحن إذ نشكر كل العاملين في كلتا المؤسستين على جهودهم الخيرة التي نذكرها بالخير وندعو لهم كلما استحق الدعاء..
فإننا نعتب على هيئة قطر للأعمال الخيرية والتي تشرف على هذا القطاع حيث تركت جمهور هاتين المؤسستين دون متابعة أو تنسيق لتطمئن الناس وتوضح لهم مصير العمل الخيري الطويل الذي قاموا به وكانوا حريصين على متابعته من خلال تقارير ترسلها المؤسستان إلى المتعاونين معهما..
فمنذ غابتا عن الساحة والناس لا تعرف شيئا ومن حقهم ذلك ومن حقهم فهم الواقع الجديد بعد تحويل مشروعاتهم (جبرا) إلى قطر الخيرية..
التي بالغت في تسمية السفراء الخيريين بدلا من تعيين موظفين حقيقيين يعجلون من تحديث البيانات وحصر المشروعات والتواصل مع أصحابها بدلا من تركهم فريسة الحيرة..فقد مرت سنوات على حالة القلق والترقب
والإنسان عدو ما يجهله كما يقال..
ورغم الجهود التي تبذلها قطر الخيرية والهلال الأحمر إلا أن هناك فراغا لم يسد.. وغياب المعلومات يعمق ذلك الفراغ ويؤجج الضيق المتراكم.. والذي ألمسه من تواصل مكثف من الناس حول هذا الموضوع.. وكنت أتريث في طرحه إجلالا للأهداف السامية واحتراما لمسيرة العمل الخيري في البلاد .
فهل تتكرم قطر الخيرية بإحاطة الجمهور علما بما آلت إليه مشروعاتهم أم ستترك أزمة الثقة تتفاقم أكثر فأكثر ليصاب العمل الخيري في مقتل…
◄ ختاما..
حصر العمل الخيري في مؤسستين عبء كبير له عواقب يعاني منها المحتاجون وفاعلو الخير على حد سواء.. و التضييق على فاعلي الخير المستقلين أمر لا يحمد عقباه وله تأثير بالغ في مجال هام وفاعل ..
فهل من حل؟