تعاميم تقودنا للقنطرة

Loading

يغلب على كلامنا التعميم.. فنصف عائلة ما بأنها ذات عين حاسدة.. أو شعب ما بأنه كذاب ونصاب وغيرهما من الصفات السيئة..
ولا ندري أننا نظلم الجماعة بسبب خطأ أفراد..
وأن تلك العائلة تضم غالبية لا ينطبق عليها حكمنا..
وإن سادت صفة ما عليهم فهذا لا يفرضها على الجميع..
وفي ذلك يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ”.
إننا نغفل أو نتغافل عن أثر الكلمة المؤذية في الدنيا والآخرة، بينما شعار ديننا الحنيف: قل خيرا أو فاصمت.
فإنها إن فرقتنا في الدنيا وقطعت أواصر المحبة بيننا فإنها ستأخذنا إلى القنطرة حيث يقتص الله عز وجل حقوق العباد، وعنها يقول المفسرون إنه بعد اجتياز المؤمنين الصراط حبسوا على القنطرة يتقاصون مظالم كانت بينهم، وهؤلاء لا يرجع أحدٌ منهم إلى النار، لعلم الله أن المقاصة بينهم لا تستنفد حسناتهم، بل تبقى لهم من الحسنات ما يدخلهم الله به الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: “يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيُقَصُّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هُذبوا ونُقوا أُذن لهم بدخول الجنة فو الذي نفس محمدٍ بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا”.
وهذه القنطرة خاصة بتنقية المؤمنين من الذنوب المتعلقة بالعباد حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غلٌ ولا حسدٌ لأحدٍ، كما وصف الله أهل الجنة.
فهل أنتم على استعداد أيها المعممون
للاقتصاص منكم على رؤوس الأشهاد من كلمة قيلت غرورا و تعاليا أو تصغيرا واحتقارا..؟؟
علينا أيها الأحبة أن نقيّد ألسنتنا ولا نتركها دون رقابة حتى لا توردنا موارد التهلكة..

ختاما:

قيل قديما:
لسانك حصانك.. إن صنته صانك.. وكفى.