إبداع ولكن!

Loading

التاريخ عشق قديم والسير الذاتية رحلات تأخذني عكس سير الدهر، لترسم قصصاً ملونة تفيض عبراً وعظات..

مؤخراً أتيحت لي فرصة مشاهدة مسلسل يحكي سيرة النبي يوسف عليه السلام..

ورغم تحفظي على تجسيد الأنبياء والملائكة وتصويرهم في الأعمال التلفزيونية فإنني لم أقاوم إغراء مشاهدة المسلسل للمرة الثانية..

إنتاج ضخم ومتميز، بنيت قصته والسيناريو على مراجع عدّة وتفاسير منوّعة.. فجاء جاذباً مقنعاً آسرا طوال الحلقات الـ 36.

فالتفاصيل الدقيقة تغني الشاشة الصغيرة كالمدينة الفرعونية بأسلوب حياة سكانها كالمنازل والمعابد والملابس والمجوهرات وغيرها من الصور الفرعونية المتميزة..

ولا يقل الأداء التمثيلي للفنانين الإيرانيين تميزاً عنها.. فكانت مباراة رائعة أبدع اللاعبون فيها كل إبداع..

لكن… توقفت كثيراً عند مشهد زواج النبي يوسف عليه السلام من زليخا بأمر من الله كما ذكر المسلسل!!

فهذا أمر لم نعرفه من قبل ولم أسمع عنه فيما سبق.. فهل كان ضرورة درامية أو ورد ذكره في مراجع أخرى لم تصلنا حتى إنتاج المسلسل وعرضه 2008.

ففي رأيي الخاص أن زليخا لا تستحق هذه المكافأة وان آمنت برب يوسف في آخر سني عمرها لأنها لم تكن امرأة عفيفة بل تركت نفسها أسيرة لرغباتها فأذهبت بماء وجه زوجها وظلمت النبي يوسف عليه السلام بسجنه وتعذيبه.

إلا أن هذا المشهد لم يخل بالعمل الإبداعي المسمى مسلسل يوسف عليه السلام.. كواحد من أفضل الأعمال التاريخية التي تحكي سيرة ذاتية.

ختاماً..

أضافت الدبلجة اللبنانية بعدا آخر للعمل الإبداعي.. فقد كانت وما زالت ميزة ترسّخ الأعمال الأجنبية في ذاكرتنا ترسيخاً محبباً وأثيراً لحلاوة اللغة العربية وطلاوة الأصوات الناطقة بها.. فتحية وتقدير لإيران المنتجة ولبنان المدبلجة.