عيون ضيقة

Loading

خلقنا الله عز وجل في أحسن تقويم، وكل منا حالة جمالية بصفاتها ومميزاتها الخلقية والأخلاقية..

سمات نحبها وأخرى نبغضها.. مزايا نعشقها وأخرى نكرهها

وكلما كنت جميلا، يفيض داخلك بالحق والخير والجمال

أحببت كل المخلوقات من خلال حبك لخالقها..

فكلنا صنائع الخالق عز وجل الذي يعد الكمال صفته وأعظم خلاله.

لذلك حينما تعيب أخاك الإنسان وتنتقص من قدره، خاصة في ما لا يملكه من صفات وسمات فإنك تتعدى على الخالق وتسيء إليه علمت بذلك أم لم تعلم.

إن الجمال مساحات شاسعة لا تستوعبها إلا العيون ذات النظرة الواسعة الشاملة المحبة.

أما العيون ذات النظرة الضيقة القاصرة فإنها كالذباب لا ترى إلا القبيح.

وحقيقية.. وقفت الأسبوع المنصرم على حالتين عجيبتين

تعكسان مستوى النفوس الخبيثة والعيون الضيقة..

حيث أصبحت معايرة الإنسان بالسن موضة!!! وكأن العمر سبة ونقص يعيّر به الإنسان.

فالتنمر على البعض من الأعلام الذين يمثلون الخبرة كل في مجاله ومعايرتهم بتقدمهم في السن عادة عربية قبيحة طفت على سطح وسائل التواصل الاجتماعى كواحدة من مؤشرات سوء استخدام تلك الوسائل..

فالحالة الأولى.. سيدة معروفة أعلنت أنها تحتفل ببلوغها الأربعين، وهي في قمة الرضا عن النفس والتصالح معها..

فانبرى الذباب الذي لا يقع إلا على الخبث لينسف معروفها ويعيرها بعمرها بل إن بعضهم ناداها بالعجوز !!!

عجبا.. وهل الأربعينية عجوز؟

أما الحالة الثانية.. مفكر ذو منطق شديد ورأي سديد طرح وجهة نظرة في موضوع شائك الاختلاف حوله على أشده.. فهاجمه الذباب ذو العيون الضيقة بكبر سنه وعيروه بشيبته ووصفه البعض بالمخرف!!

أي تخلف هذا الذي بات المجتمع العربي يعانيه وينشره عبر أثير الإنترنت ليعكس صورة قميئة لما وصل إليه بعض العرب المأزومين الذين تفيض دواخلهم غيرة وحقداً وبؤساً..

متى أصبح التقدم في العمر سبة يُعير بها الإنسان..

وهل ستبقى أيها المعاير شاباً للأبد؟؟

 

التقدم في السن مفخرة لكل منجز بل إن السنوات بعد الأربعين هي السنوات الذهبية التي يحق للإنسان أن يتكأ فيها على منجزات ويقدر لأجلها..

تعساً لمن يظن بأن الإنسان المتقدم في العمر

ضعيف مهزوم عاجز ليتنمر عليه ويعايره..

لكن.. ليس على الذباب عتب.. فعيونه الضيقة تقوده للقبح دائما وتوقعه في أقذر أعماله.

تحية تقدير.. للنفوس الجميلة التي ترى الوجود جميلاً

وتبحث عن الجمال في ثنايا الإنسان مهما كان..

ختاما

قال رسول الله ﷺ:

“ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا”

رواه أبو داود والترمذي

ليس منا: أي خرج من ملة نبينا عليه الصلاة والسلام.

وقفة تحتاج إلى تدبر.