الخيمة.. وعمودها

Loading

الدين هو خيمة نعيش في ظلها وحمايتها.. فلا نظل ولا نشقى مادمنا ملتزمين بحدودها ونعيش في محيطها..

ولكل خيمة عمود يحافظ على ثباتها وديمومتها.. فالصلاة عمود الدين.. به تستقيم حياتنا وتطيب نفوسنا وتطمئن بذكر الله قلوبنا..
وحفاظ الإنسان على صلاته وتجويدها هو حفظ لدينه ؛عبادات ومعاملات، وتجويدها لحياته فالصلاة عمود الدين والدنيا..
والمتأمل في حالنا يحزن لما وصل إليه حال المسلمين وصلواتهم فإذا صليت وسط جماعة هالك ما تراه من فروقات لا تدل على إننا اتباع دين واحد!!
فكل منا يصلي على مذهب معلمه الذي علمه الصلاة في مقتبل العمر وهي مهمة الوالدين الحريصين وواجبهما تجاه الأبناء..
ففي سورة مريم يصف الله عز وجل سيدنا إسماعيل بقوله
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا* وكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)
والأمر بالصلاة ومتابعتها هو دور الأب الحريص على أولاده
ألا أن تعاقب الأزمنة وتغير المواسم أضعف دور الوالدين في حياة الأبناء فضعفت مساهمتهما في تعليم أولادهما مناسك الدين وغرس القيم في نفوسهم!!
لتكبر الأجيال المتعاقبة بعيدا عن حمى الدين فتسقط خيمتها بسقوط عمودها.. ويصف عز وجل الحال بقوله:
(فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا).
وهنا
يحق لي التساؤل:هل يعي الجيل الجديد من الآباء أن أعظم المهام الأبوية هي تعليم أطفالهم الصلاة بصورة صحيحة وعلى الوجه الذي يرضي الله عز وجل عنهم؟.
فهي برأيي أقدس واجبات القوامة على الآخرين..
فهدايتهم إلى الخير أينما كان وأمرهم باتباع سبل السلام لإنقاذهم من مرارات الحياة والآخرة..
ويحذر الله عز وجل الناس من الخطر الجسيم المترتب على التقصير في هذا الجانب بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).
حقيقة..
إن ترك الصلاة أو التهاون في إقامتها هو إسقاط متعمد لعمود الدين وتفريغه من مضمون الحياة الذي يركز على علاقة العبد بربه
إن إضاعة الصلاة تستوجب الحساب.. فهل يدرك الوالدان أنهما- إن قصرا- يسوقان أولادهما إلى جهنم.. وقبل بلوغ جهنم سيعيش الأولاد معيشة ضنكة؟؟!!
إن ثالوث التوجيه الذي يضم التعليم والإعلام إلى الوالدين تقع على عاتقه مهمة تتلخص في إقامة خيمة الدين من خلال تعليم الناس شعائر الدين وفي مقدمتها على النحو الذي يرضي الله ورسوله ولن يحدث ذلك إلا باتباع سنة رسولنا الكريم وتنفيذ وصيته الخالدة: “صلوا كما رأيتموني أصلي” رواه البخاري.
إلا أن تلك المهمة لا تخلي المرء من مسؤولية تعهد دينه وتجويد شعائره خاصة في عصر الانفتاح المعرفي الذي جعل المعلومات في متناول اليد فلا عذر لمن كبر وهو لا يصلي أو المتهاون في تأدية صلاته بل عليه الاستعانة بالله والدعاء دائما بـ:(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ، رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ )سورة إبراهيم..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأقوال والأفعال.
ختاما
اختر طريقك في الحياة فإنمــا
أعمارنـا ساعـات في ساعات ِ
واسمع نصيحة مشفق ٍ تنـجو بها
مــن بين أهوال ٍومن كربات ِ
ارجع لربك تــرتضيه تــذللا
وابـكَ بحــورا ًمن العبرات ِ
واللهَ أســألَ أن يذيقــك لـذة ً
وسكينة ً تأتيك فــي السجدات ِ
فـاغفر إلهي ذنب كــل مقصر ٍ
وارزقنا جبــالا ًمن الحسنات..