عقلي.. لا شكلي

Loading

عند انطلاقة عمودي «بالعربي الفصيح» عبر صحيفة الشرق الغراء منذ عقد من الزمان ويزيد – وقد سبقته أعمدة مختلفة في صحف ومجلات أخرى كان أنجحها. مع أرق تحية في مجلة أخبار الأسبوع، طُلب مني صورة شخصية يضعونها في ترويسة المقال.

اعتذرت عن ذلك لقناعتي التامة بأن الجمهور معني بعقلي وما أريد طرحه من أفكار وتوعيته أكثر من شكلي.
البعض يظن أن ما يمنعني هي العادات والتقاليد وحقيقة لم يكن سوى قناعات شخصية ساندني في ذلك أب ذو عقلية متفتحة سابقة لعصرها. غفر الله له وجزاه عني خير الجزاء.
وما زلت مقتنعة بذلك رغم اختلاف الزمان ومقاييس النجاح حيث يتميز اليوم نجم الشو الاعلامي (ولو كان خاويا)!.
تداعت هذه الخواطر إثر دعوة لمقابلة تلفزيونية تلقيتها مستهل هذا الأسبوع من قناة عربية للحوار حول دور المرأة العربية في دعم المجتمع، ضمن برنامج يعرض في رمضان.
هذه الدعوة التي تحولت إلى نقاش في جلستنا العائلية الأسبوعية فانقسم الرأي حولها بين مؤيد ومعارض.
فالمؤيد يرى أنني أمتلك فكرا وحضورا يستحق الاحتفاء
من خلال ظهور أول في قناة عربية معروفة.
أما المعارض فيرى أن الظهور التلفزيوني لن يضيف لتجربتي شيئا يستحق.
أما أنا فقناعتي بعدم الظهور ما زالت مستمرة خاصة في هذا الوقت الذي يحتفي بنجوم مزيفة الا من رحم ربي.
ومن يعرفني حقا يعلم أنني اتخذت الكتابة وسيلة أتنفس من خلالها حرية التعبير عما ينفع الناس، وينشر الوعي بينهم، ويفتح الآفاق أمامهم، والحمدلله أنني نجحت في تحقيق أهدافي وما زلت أحرص على رفع مستوى هذا النجاح في كل مرة أبدأ فيها مرحلة جديدة من مراحل عمر عمودي (بالعربي الفصيح) الطويل نوعا ما.
واعتقد ان استمرار العمود بنجاح عبر عقدين من الزمان الا قليلا يؤكد قناعتي بأن الناس تريد عقلي لا شكلي.
هذا العقل الذي يخاطبهم عبر الصحيفة أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الاذاعة ونجح في الوصول إلى جمهور واسع يحمل لي التقدير وهذا يغنيني عن أي ظهور مهما كانت المكاسب.

◄ ختاماً
إن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات. توفيق الحكيم
فلنعمل على إبقاء جذوة العقل مشتعلة
فهي ما تنير أمامنا كل طرق الحياة